شيخ الطائفة فى وقته، ومتقدمها فى الانكار على أهل البدع، والمباينة لهم باليد واللسان. وكان له صيت عند السلطان، وقدم عند الأصحاب. وكان أحد الأئمة العارفين، والحفاظ للاصول المتقنين، والثقات المؤمنين.
صحب جماعة من أصحاب إمامنا أحمد. منهم المروذى. وصحب سهل التسترى.
قال: البربهارى: سمعت سهلا يقول: إن الله خلق الدنيا. وجعل فيها جهالا وعلماء. وأفضل العلم ما عمل به. والعلم كله حجة. إلا ما عمل به. والعمل به هباء إلا ما صح. وما صح: فلست أقطع به إلا باستثناء ما شاء الله.
قرأت على على القرشى عن الحسن الأهوازى قال: سمعت أبا عبد الله الحمرانى يقول: لما دخل الأشعرى إلى بغداد جاء إلى البربهارى، فجعل يقول: رددت على الجبّائى، وعلى أبى هاشم. ونقضت عليهم وعلى اليهود والنصارى والمجوس، وقلت لهم، وقالوا، وأكثر الكلام فى ذلك. فلما سكت قال البربهارى: ما أدرى مما قلت قليلا ولا كثيرا. ولا نعرف إلا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل. قال:
فخرج من عنده، وصنف كتاب «الإبانة» فلم يقبله منه، ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها.
وصنف البربهارى مصنفات، منها: شرح كتاب السنة ذكر فيه:
واحذر صغار المحدثات. فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارا. وكذلك كل بدعة أحدثت فى هذه الأمة، كان أولها صغيرا، يشبه الحق. فاغتر بذلك من دخل فيها. ثم لم يستطع المخرج منها، فعظمت، وصارت دينا يدان به. فخالف الصراط المستقيم، فخرج من الإسلام. فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة، فلا تعجلن. ولا تدخلن فى شئ منه حتى