منها قال: سألت أحمد بن حنبل عن مسألة. فقال من أين أنت؟ فقلت:
من خراسان. فقال: كتبت عن إسحاق بن راهويه؟ عليك باسحاق وابن نمير.
[ذكر مفاريد حرف الميم ومثانيها]
[٤٨٣ - ميمون بن الأصبغ.]
نقل عن إمامنا أشياء
منها قال: سمعت المعتصم يوم المحنة يقول لأحمد: بلغنى أنك تقول: إن القرآن كلام الله غير مخلوق. فقال له: أصلح الله أمير المؤمنين. البلاغات يزيد وتنقص. فقال له أمير المؤمنين: فإيش تقول؟ قال: أقول غير مخلوق؛ على أى الحالات كان. قال: ومن أين قلت؟ فقال: حدثنى عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن أنس قال: قال رسول الله صلّى عليه وسلم «إن كلام الله الذى اختص به موسى: مائة ألف كلمة، وثلاثمائة وثلاثة عشر كلمة» فكان الكلام من الله والاستماع من موسى - إلى أن قال - قال أحمد: قال الله تعالى (١٣:٣٢ ﴿وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ﴾) فإن يكن القول من الله، فالكلام كلام الله.
وقال ميمون بن الأصبغ: لما ضرب أحمد سوطا قال: بسم الله. فلما ضرب الثانى قال: الحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فلما ضرب الثالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق. فلما ضرب الرابع قال: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
فضربوه تسعة وعشرين سوطا. وكانت تكة أحمد حاشية ثوب. فانقطعت.
فنزلت السراويل إلى عانته. فرمى بطرفه نحو السماء وحرك شفتيه. فما كان بأسرع أن بقى السراويل فلم ينزل - وذكر الكلام إلى أن قال - فدخلت إلى أحمد بعد سبعة أيام من ضربه، وهو يقرأ فى مصحف بين يديه. فقلت: يا أبا عبد الله، رأيتك يوم ضربوك وقد انحل سراويلك، فرفعت طرفك نحو السماء ورأيتك تحرك