منها قال: دخلت على أحمد بن حنبل أنا وأبى، وكان أحمد يأنس بأبى.
قال: فتحدثا فأطالا الحديث، قال أحمد لأبى: تغدّ اليوم عندى. قال: فأجابه قال: فقدّم كشكية وقليّة. قال: فجعلت آكل، وفىّ انقباض لموضع أحمد. قال فقال لى: كل ولا تحتشم. قال: فجعلت آكل - قالها ثلاثا أو مرتين - ثم قال فى الثالثة: يا بنى كل ولا تحتشم. فإن الطعام أهون مما يحلف عليه. وقال: قال الخليل بن أحمد: الناس على ثلاثة أوقات: وقت مضى عنك فلن يعود، ووقت أنت فيه، فانظر كيف يخرج عنك؟ ووقت أنت منتظره، وقد لا تبلغ إليه.
[٣٩٦ - محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا، أبو جعفر الموصلى.]
سكن بغداد وحدث بها عن إمامنا أحمد، وأحمد بن عبدة الضّبّي فى آخرين. روى عنه أبو بكر الخلال، وصاحبه عبد العزيز، واسماعيل الخطبى، وغيرهم. وسئل الدارقطنى عنه؟ فقال: لا بأس به. ما علمت إلا خيرا.
أخبرنا المبارك أخبرنا عبد العزيز الأزجى قال أخبرنا أحمد بن عبد العزيز بن يحيى بن صبيح حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا. قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ﵁، فقلت له: يا أبا عبد الله، أنا رجل من أهل الموصل والغالب على أهل بلدنا الجهمية. ومنهم أهل سنة نفر يسير يحبونك.
وقد وقعت مسألة الكرابيسى ففتنهم قول الكرابيسى: لفظى بالقرآن مخلوق.
فقال لى أبو عبد الله: إياك، وإياك وهذا الكرابيسى، لا تكلمه، ولا تكلم من يكلمه - أربع مرار أو خمسا - إلا أن فى كتابى أربعا، فقلت:
يا أبا عبد الله، فهذا القول عندك، وما شاعت منه، يرجع إلى قول جهم. قال: