أنشدنا محمد بن أحمد بن أحمد الأصفهانى قال: حدثنا محمد بن على الهمذانى - بها - قال أنشدنا عبد الله بن محمد الأنصارى الهروى الحنبلى شيخ الإسلام لنفسه، من قصيدة له فى السنة:
أنا حنبلى ما حييت، فإن أمت … فوصيتى ذاكم إلى إخوانى
إذ دينه دينى، ودينى دينه … ما كنت إمّعة له دينان
وتوفى عبد الله الأنصارى - على ما بلغنا - سنة إحدى وثمانين وأربعمائة
[٦٨٥ - أبو الفرج عبد الواحد بن محمد]
الشيرازى، المعروف بالمقدسى صحب الوالد السعيد من سنة نيف وأربعين. وتردد إلى مجلسه سنين عدة.
وعلق عنه أشياء فى الأصول والفروع. ونسخ واستنسخ من مصنفاته
وسافر إلى الرحبة، والشام. وحصل له الأصحاب والأتباع والتلامذة والغلمان.
وكانت له كرامات ظاهرة ووقعات مع الأشاعرة. وظهر عليهم بالحجة فى مجالس السلاطين ببلاد الشام
ويقال: إنه اجتمع مع الخضر ﵇ دفعتين (١).
وكان يتكلم فى عدة أوقات على الخاطر، كما كان يتكلم ابن القزوينى الزاهد فبلغنى أن تتشا لما عزم على المجئ إلى بغداد فى الدفعة الأولى لما وصلها السلطان: سأله الدعاء. فدعا له بالسلامة. فعاد سالما. فلما كان فى الدفعة الثانية استدعاه السلطان، وهو ببغداد لأخيه تتش، فرعب وسأل أبا الفرج الدعاء له.
فقال له: لا تراه ولا تجتمع به. فقال له تتش: هو مقيم ببغداد، وقد برزت إلى عنده ولا بد من المصير إليه. فقال له: لا تراه. فعجب من ذلك. وبلغ هيت. فجاءه
(١) إن خرافة حياة الخضر قد بين شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من الأئمة ما فيها من الأباطيل، وأنها من اختلاق الصوفية لأهواء شيطانية ضارة بالناس وبعقائدهم.