وقال زكريا بن الفرج: سألت عبد الوهاب غير مرة عن أبى ثور؟ فأخبرنى أن أبا ثور جهمى. وذلك: أنه قطع بقول أبى يعقوب الشعرانى. حكى أنه سأل أبا ثور عن خلق آدم على صورته؟ فقال: إنما هو على صورة آدم، ليس هو على صورة الرحمن.
قال زكريا: فقلت بعد ذلك لعبد الوهاب: ما تقول فى أبى ثور؟ فقال:
ما أدين فيه إلا بقول أحمد بن حنبل: يهجر أبو ثور، ومن قال بقوله.
قال زكريا: وقلت لعبد الوهاب - مرة أخرى - وقد تكلم قوم فى هذه المسألة «خلق الله آدم على صورته» - فقال: من لم يقل: إن الله خلق آدم على صورة الرحمن فهو جهمى.
وقال عبد الرحمن بن أبى حاتم: حدثنا أبى قال: قال عبد الوهاب الوراق:
القرآن كلام الله غير مخلوق. ومن قال مخلوق فهو كافر، هو والله زنديق
وقال منصور الحربى وغيره: إنه رأى بشر بن الحرث - يعنى فى المنام - قال: فقلت له: ما فعل أبو نصر التمار، وعبد الوهاب الوراق؟ قال: تركتهما الساعة بين يدى الله ﷿ يأكلان ويشربان، قلت: فأنت؟ قال: علم الله قلة رغبتى فى الأكل والشرب، فأعطانى النظر إليه ﷾.
واختلف فى وفاة عبد الوهاب، فقيل: سنة خمسين ومائتين. وقيل: سنة إحدى وخمسين ومائتين. وهو أثبت. وصلّى عليه الأمير الموفق بن المتوكل على الله.
ودفن بباب البردان.
وقال عبد الوهاب: قال أحمد بن حنبل: أحب القراءات إلىّ: نافع، فإن لم: فعاصم.
[٢٨٢ - عبد الملك بن عبد المجيد بن مهران الميمونى الرقى، أبو الحسن.]
سمع من ابن علية، وأبى معاوية، وعلى بن عاصم، وإسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون، فى آخرين.