لو كان يدرى القبر من فى لحده … لرقى إلى العلياء فى الأنساب
يا عكبراء لقد فجعت بسيد … جم المحاسن، طاهر الأثواب
فلقد فقدت به مصابيح الدجى … من بين أشياخ، وبين شباب
إن كان شخص أبى على قد مضى … فحديثه باق على الأعقاب
ونقلت من خط الوالد السعيد ﵁ أبياتا لابن شهاب لما عاون عرب طور سيناء على بناء البيعة بعكبرا.
أردتكم حصنا حصينا لتدفعوا … نبال العدى عنى، فكنتم نصالها
فيا ليت إذ لم تحفظوا لى مودتى … وقفتم، فكنتم لا عليها ولا لها
فيا سيف دين الله لا تنب عن هدى … ودولة آل هاشم وكمالها
أعيذك بالرحمن أن تنصر الهوى … فتلك لعمرى عثرة لن تقالها
أفى حكم حق الشكر إنشاء بيعة الن … صارى لتتلو كفرها وضلالها
يشيد موذينا الدمشقى بيعة … بأرضك، تبنيها له لينالها
وينفق فيها مال حرّان والرّها … وتفتيحها قسرا وتسبى رجالها
وترغم أنف المسلمين بأسرهم … وتلزمهم شنآنها ووبالها
أبى ذاك ما تتلوه فى كل سورة … فتعرف منها حرمها وحلالها
ويركب فى أسواقنا متبخترا … بأعلاج روم، قد أطالت سبالها
فخذ ماله، واقتله، واستصف حاله … بذا أمر الله الكريم وقالها
ولا تسمعن قول الشهود؛ فإنهم … طغاة بغاة يكذبون مقالها
ويوفون دنياهم بإتلاف دينهم … ليرضوك حتى يحفظوا منك مالها
[٦٥٤ - محمد بن أحمد]
بن محمد، أبو طاهر الغبارى.
له النبل والفضل. صحب جماعة من شيوخنا، وتخصص بصحة أبى الحسن الجزرى. وكانت له حلقتان: إحداهما بجامع المنصور. والأخرى: بجامع الخليفة.
وتوفى فى ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. وله ثمانون سنة.