وأصل هذه الصورة الفوطوغرافية موجود بمكتبة ينى جامع باستانبول تحت رقم ٨٦٦.
وكان بيدنا نسخة أخرى جديدة الكتب، تكرم بها السلفى الصالح الشيخ محمد نصيف، الناشر لعلم السلف. قد اتخذناها مسودة؛ لأن كاتبها معصرى تركى لا يفقه فى العلم شيئا، حتى كان يحرف البديهيات.
وكان الفراغ من طبعه فى ختام شهر شوال سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف من هجرة رسول الله ﵌، بمطبعة السنة المحمدية.
وقد حرصت على إبرازها على أدق ما أمكننى من التحقيق والتصحيح.
وهذه الطبقات: تعطى صورة لما كان عليه تفكير الناس فى هذا العصر، الذى يعتبر من أول عصور الانحلال فى المسلمين، بسبب ما غلب عليهم من التقليد والعصبية المذهبية، وما شاع فيهم من أوهام الصوفية، حتى كان من أبرز ما يعتمدون عليه المنامات والرؤى، والأخبار التى يتلقفونها من أفواه العامة وأشباههم بدون تحقيق ولا تمحيص، ذلك: أن رءوسهم لم تكن بالقوة والاتزان الذى كان عند الصحابة والتابعين ﵃، ولا عند جهابذة المحققين من المتأخرين، أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه الإمام ابن القيم رحمهما الله. فلقد كان لذلك الضعف فى التفكير، ولهذا التقليد والعصبية المذهبية آثار ستلمسها فى ثنايا هذه الطبقات، إذا حرصت على الاستمساك بالميزان العادل: من كتاب الله، وسننه الكونية، وهدى رسوله ﵌.
وفقنا الله وإياك لذلك. وغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وطهر قلوبنا من كل غل على أحد من المؤمنين الحاضرين والسابقين، وصلّى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله أجمعين.