قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثتنى خديجة أم محمد سنة ست وعشرين ومائتين. وكانت تجئ إلى أبى وتسمع منه ويحدثها، قالت: حدثنا اسحاق الأروق قال: حدثنا المسعودى عن عون بن عبد الله قال: كنا نجلس إلى أم الدرداء فنذكر الله عندها. فقالوا: لعلنا قد أمللناك؟ قالت: تزعمون أنكم قد أمللتمونى.
ففد طلبت العبادة فى كل شئ. فما وجدت شيئا أشفى لصدرى، ولا أحرى أن أصيب به الذى أريد: من مجالس الذكر
[٥٧٤ - مخة أخت بشر بن الحارث وكان له أختان غيرها.]
إحداهما: مضغة.
والأخرى: زبدة. وكان الثلاث أخوات مذكورات بالعبادة والورع، وأكبرهن مضغة. وهى أكبر من بشر. وكانت زبدة: تكنى بأم على. وقيل: لما ماتت ضغة: توجع عليها بشر توجعا شديدا. وبكى بكاء شديدا. فقيل له فى ذلك.
فقال: قرأت فى بعض الكتب: أن العبد إذا قصّر فى خدمة ربه سلبه أنيسه.
وهذه كانت أنيستى من الدنيا
وقال إبراهيم الحربى: إن بشرا قال هذا يوم ماتت أخته مخّة
وقال عبد الله بن أحمد: جاءت مخة أخت بشر بن الحارث إلى أبى، فقالت له: إنّي امرأة رأس مالى دانقين: أشترى القطن، فأردّنه، فأبيعه بنصف درهم، فأتقوت بدانق من الجمعة إلى الجمعة. فمر ابن طاهر الطائف، ومعه مشعل. فوقف يكلم أصحاب المصالح. فاستغنمت ضوء المشعل. فغزلت طاقات. ثم غاب عنى المشعل. فعلمت أن لله فىّ مطالبة، فخلصنى خلصك الله. فقال لها: تخرجين الدانقين. وتبقين بلا رأس مال، حتى يعوضك الله خيرا
قال عبد الله: فقلت لأبى: يا أبت، لو قلت لها: لو أخرجت الذى أدركت فيه الطاقات؟ فقال: يا بنى سؤالها لا يحتمل التأويل. ثم قال: من هذه؟ قلت:
مخة أخت بشر بن الحارث. فقال: من ههنا أتيت
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل أيضا: كنت مع أبى يوما من الأيام