أنبأنا على البندار عن أبى عبد الله بن بطة قال: سألت أبا عمر محمد بن عبد الواحد. صاحب اللغة عن قول النبى ﷺ«ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره» فقال: الحديث معروف وروايته سنة، والاعتراض بالطعن عليه بدعة، وتفسير الضحك تكلف وإلحاد، فأما قوله «وقرب غيره» فسرعة رحمته لكم. وتغيير ما بكم من ضر.
وتوفى سنة خمس وأربعين وثلاثمائة فى ذى القعدة، ومولده سنة إحدى وستين ومائتين.
[٦٠٤ - محمد بن القاسم]
بن محمد بن بشار، أبو بكر بن الأنبارى النحوى كان من أعلم الناس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظا له. سمع من إسماعيل بن إسحاق القاضى، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزار، وإبراهيم الحربى. وكان صدوقا فاضلا، دينا خيرا، من أهل السنة. وصنف كتبا كثيرة فى علوم القرآن والشكل، والوقف والابتداء، والرد على من خالف مصحف العامة، وغريب الحديث، وغير ذلك.
روى عنه أبو عمر بن حيويه، والدار قطنى، وابن سويد وأبو عبد الله بن بطة وكتب عنه ووالده حى. وكان يملى فى ناحية المسجد، ووالده فى ناحية أخرى قرأت على المبارك قلت له: أخبرنى إبراهيم الفقيه أخبرنا أبو عبد الله بن بطة قال:
سئل أبو بكر بن الأنبارى عن الاستثناء فى الإيمان؟ فقال: نحن نستثنى فنقول:
نحن مؤمنون إن شاء الله، فراجعه السائل فى ذلك وعلل عليه الجواب. فأجابه أبو بكر وتراجعا فى الكلام. فقال له أبو بكر بن الأنبارى: هذا مذهب إمامنا أحمد بن حنبل ﵁.
قال ابن بطة: فرأيت الخراسانى انصرف وهو يقول: استعدى الشيخ.
قال البرمكى: وسمعت هذه الحكاية من أبى أحمد السراج النحوى أيضا.