كفايته لما ينفق لنفسه، فقطع عنه ذلك مدة لعذر. ثم أنفذ إليه بعد ذلك جملة ما كان فى رسمه، وكتب إليه رقعة يعتذر إليه من تأخر ذلك عنه فرده، وأمر من بين يديه أن يكتب على ظهر رقعته: أكرمتنا فملكتنا ثم أعرضت عنا فأرحتنا
أخبرنا أبو بكر البغدادى أخبرنى عامر بن عمر الكلوذانى قال: سمعت أبا عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد غلام ثعلب يقول: ترك قضاء حقوق الإخوان مذلة وفى قضاء حقوقهم رفعة، فاحمدوا الله على ذلك، وسارعوا إلى قضاء حوائجهم ومسارّهم تكافئوا عليه.
أخبرنا أحمد نزبل دمشق قال: سمعت غير واحد يحكى عن أبى عمر الزاهد أن الأشراف والكبار وأهل الأدب كانوا يحضرون عنده ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها، وكان له جزء، قد جمع فيه الأحاديث التى تروى فى فضائل معاوية، فكان لا يترك معاوية واحد منهم يقرأ عليه شيئا حتى يبدأ بقراءة ذلك الجزء ثم يقرأ بعده ما قصد له.
وبه حدثنا على بن أبى على عن أبيه قال: ومن الرواة الذين لم يرقط أحفظ منهم: أبو عمر محمد بن عبد الواحد غلام ثعلب. أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة لغة فيما بلغنى، وجميع كتبه التى فى أيدى الناس إنما أملاها بغير تصنيف.
وبه قال: سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن برهان الأسدى يقول: لم يتكلم فى علم اللغة أحد من الأولين والآخرين أحسن من كلام أبى عمر الزاهد، قال:
وله كتاب غريب الحديث صنفه على مسند أحمد بن حنبل، وجعل نسخته حدّا.
أنبأنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو القاسم الصيدلانى قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد قال: أخبرنى أبو على القاضى قال: سمعت على بن الموفق يقول: كان لى جار مجوسى اسمه شهريار، فكنت أعرض عليه الإسلام فيقول: نحن على الحق، فمات على المجوسية. فرأيته فى النوم، فقلت له ما الخبر؟ فقال: نحن فى قعر جهنم، قال: قلت: تحتكم قوم؟ قال: نعم قوم منكم، قال:
قلت: من أى الطوائف منا؟ قال: الذين يقولون القرآن مخلوق.