والدين جنات الفردوس من دار السلام، وصان فى الدنيا أقدار إخوانهم وأحبابهم المائلين إليهم من جميع أوليائهم وورّاثهم، ومنّ علينا وعليهم بمرافقة الأنبياء والأولياء، والحلول فى أعالى درجات أفنيتهم، مع المنعم عليهم من الصديقين، والعلاة القدر من الصالحين والشهداء.
وإياه أسأل أن يتطوّل علىّ وعلى والدى وإخوانى، ومن كان على اعتقادى فى طلب مرضاته: بدوام النشاط، وفى الاعتماد على حقائق موافقته بتواتر الاغتباط، وأن يهب لى ولهم اتصال الجد فى السعى إلى يوم الورود واللقاء، وحلول دار السرور والبقاء، فى جوار المصطفى من صفوة المخلصين، المجتبى من خيار العظماء، محمد نبينا أفضل السفراء، وأوجه المستحفظين الأمناء، صلوات الله عليه وعلى آله، وعلى سائر ملائكته، والمصطفين من أهل ولايته.
والحمد لله رب العالمين، وولى المؤمنين، كما ينبغى لعظمة جلاله وعزه، وبهاء جماله، والسلام على من اتبع الهدى، وآثر ضياء الرشد على ظلم الردى.
وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
انتهت كتابته بمكة المكرمة، تجاه باب الكعبة المعظمة، على يد الفقير إلى عفو الله، والملتجئ إلى حرم الإله: عبد القادر بن عبد الوهاب بن عبد المؤمن القرشى. عفا الله عن زلاته، وتجاوز عن سيئاته، وعفا عنه وعن والديه، ومشايخه وأحبابه، وإخوانه فى الله وأودّائه. وعصمه وإياهم من الخطأ والخطل، والزيغ والزلل، والخلق الغبى، والتعصب المذهبى.
وصلّى الله على محمد وآله وصحبه وعترته وحزبه، وحسبنا الله ونعم الوكيل