شهد لهم بالجنة، وقبض وهو عنهم راض. وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار:
الخلفاء الراشدون المهديون، الأربعة الأخيار. وأفضل الأربعة: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم على ﵈. وأفضل القرون: القرن الذين يلونهم. ثم الذين يلونهم. ثم الذين يتبعونهم.
وأن نتولى أصحاب محمد ﷺ بأسرهم، ولا نبحث عن اختلافهم فى أمرهم، ونمسك عن الخوض فى ذكرهم، إلا بأحسن الذكر لهم.
وأن نتولى أهل القبلة ممن ولى حرب المسلمين على ما كان فيهم: من على، وطلحة، والزبير، وعائشة، ومعاوية. رضوان الله عليهم. ولا ندخل فيما شجر بينهم؛ اتباعا لقول رب العالمين (١٠:٥٩ ﴿وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)﴾
وذكر أبو على بن شوكة قال: اجتمعنا جماعة من الفقهاء. فدخلنا على القاضى أبى على بن أبى موسى الهاشمى. فذكرنا له فقرنا وشدة ضرنا، فقال لنا: اصبروا.
فإن الله سيرزقكم ويوسع عليكم. وأحدثكم فى مثل هذا بما تطيب به قلوبكم: أذكر سنة من السنين وقد ضاق بى الأمر شئ عظيم، حتى بعت رجل دارى، ونفد جميعه، ونقضت الطبقة الوسطى من دارى، وبعت أخشابها وتقوت بثمنها، وقعدت فى البيت فلم أخرج، وبقيت سنة، فلما كان بعد سنة قالت لى المرأة: الباب يدق، فقلت لها: افتحى الباب، ففعلت، فدخل رجل فسلم على، فلما رأى حالى لم يجلس حتى أنشدنى، وهو قائم:
ليس من شدة تصيبك إلا سوف تمضى … وسوف تكشف كشفا
لا يضق ذرعك الرحيب فإن … النار يعلو لهيبها، ثم تطفا
قد رأينا من كان أشفى على الهلا … ك، فوافت نجاته حين أشفى
ثم خرج عنى، ولم يقعد، فتفاءلت بقوله، فلم يخرج اليوم عنى حتى جاءنى