قنينة فيها نبيذ. فلما رأتهم الجارية جاءت تشيلها. فقلت: لم هذا؟ فقالت:
يا مولاى جاء هؤلاء الصالحون، فيرون هذا عندك؟ فقلت: أضيفى إليها أخرى، يرى الله ﷿ شيئا، فأكتمه عن الناس؟ وأردت أن انظر إلى عقل هذا الفتى - يعنى أحمد - فحول ظهره إليها. وأقبل علىّ يسألنى عما يريده؟ فقلت له:
لما أراد الانصراف من بين القوم كلهم: أى شئ تقول فى هذا يا أبا عبد الله؟ فقال: ليس ذاك إلىّ، ذاك إليك. فقلت: كيف؟ فقال: قال النبى ﷺ«كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته» والرجل راع فى منزله ومسئول عما فيه. وليس للخارج أن يغير على الداخل شيئا. قال: فلما خرج سكبت خابيتين، وعاهدت الله: على أن لا أذوقه حتى أعرض على الله ﷿
روى عنه عباس الدورى، وأحمد بن أبى خيثمة، وابراهيم الحربى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم. وقال أبو جعفر النّفيلى: خلف بن هشام كان من أصحاب السنة، لولا بلية فيه: شرب النبيذ.
وقال عباس الدورى - وسئل عن حكاية عن أحمد بن حنبل فى خلف - فقال: لم أسمعها من أحمد، ولكن حدثنى أصحابنا: أنهم ذكروا خلف البزار عند أحمد، فقيل: يا أبا عبد الله، إنه يشرب. قال: قد انتهى إلينا علم هذا عنه، ولكن هو والله عندنا الثقة الأمين، شرب أو لم يشرب.
وقال يحيى بن معين: إنه الصدوق الثقة. وقال الدارقطنى: أبو محمد خلف بن هشام بن تغلب البزار المقرئ كان عابدا فاضلا. وآخر من روى عنه: ابن منيع، وقال: أعدت صلاة أربعين سنة كنت أتناول فيها الشراب على مذهب الكوفيين
وقال عبد الله البغوى: مات خلف بن هشام البزار فى سنة تسع وعشرين ومائتين فى جمادى الآخرة ببغداد