وأخبرنى محمد بن العباس قال: حدثنى محمد بن على قال: سمعت صالح بن أحمد يقول: قال أبى: أنا أدعوك، وأبعث خلفك إذا جاءنا رجل متقشف لتنظر إليه. رجاء أن يرسخ فى قلبك إذا نظرت إلى مثله. قال: فلما صار صالح إلى أصبهان، وكنت معه أخرجنى هو، سمعته لما دخل أصبهان بدأ بمسجدها الجامع، فدخله، وصلّى ركعتين، واجتمع الناس والشيوخ عليه، وجلس وقرئ عليه عهده الذى كتب له الخليفة: جعل يبكى بكاء حتى غلبه. فبكى الشيوخ الذين قربوا منه. فلما فرغ من قراءة العهد جعل المشايخ يدعون له، ويقولون: ما فى بلدنا أحد إلا وهو يحب أبا عبد الله ويميل إليك. فقال لهم: تدرون ما الذى أبكانى؟ ذكرت أبى ﵀: أن يرانى فى مثل هذا الحال. قال: وكان عليه السواد.
قال: كان أبى يبعث خلفى إذا جاءه رجل زاهد متقشف لأنظر إليه، يحب أن أكون مثلهم، أو يرانى مثلهم. ولكن الله يعلم ما دخلت فى هذا الأمر إلا لدين غلبنى، وكثرة عيال. أحمد الله تعالى.
وقال لى صالح غير مرة - إذا انصرف من مجلس الحكم يترك سواده - ويقول لى: ترانى أموت وأنا على هذا؟
وأخبرنى محمد بن على حدثنا صالح قال أبى: لا يشهد رجل عند قاض جهمى. وفى لفظ آخر: سئل أبى عن رجل يكون قد شهد شهادة، فدعوه إلى القاضى يذهب إليه، والقاضى جهمى؟ قال: لا يذهب إليه. قال: قلت: فإن استعدى عليه، فذهب به فامتحن؟ قال: لا يجيب، ولا كرامة. يأخذ كفا من تراب يضرب به وجهه
وذكره أبو حفص البرمكى فى المجموع فقال: روى صالح عن أبيه أنه قال:
عذاب القبر حق لا ينكره إلا ضال مضل.
وأنبأنا أحمد بن عبد القادر قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، قال: