وبالأسناد: أخبرنا عبد العزيز بن جعفر - إجازة - حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن كوثر حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال لى الحسن بن محمد الزعفرانى: كل كتاب قرأت على الشافعى كان أبو عبد الله أحمد بن حنبل حاضرا. فإذا قال الشافعى: حدثنى الثقة، يعنى أباك أحمد بن حنبل.
وذكره أبو حفص البرمكى فى المجموع قال: روى عبد الله عن أبيه، أنه قال فى زيارة الرجل القبر: يجئ ويسلم ويدعو.
وروى عبد الله عن أبيه أنه قال: قد روى عن رسول الله ﷺ أنه قال «نسمة المؤمن إذا مات طير يعلق فى شجر الجنة، حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه».
وذكر الوالد السعيد فى المعتمد قال: روى عبد الله عن أبيه قال «أرواح الكفار فى النار، وأرواح المؤمنين فى الجنة. والأبدان فى الدنيا، يعذب الله من يشاء ويرحم من يشاء. ولا نقول: إنهما يفنيان، بل هما على علم الله باقيان»
قال الوالد السعيد: وظاهر هذا: أن الأرواح تعذب وتنعم على الانفراد.
وكذلك الأبدان إن كانت باقية، أو إلى الأجزاء التى استحالت. ولا يمتنع أن يخلق الله فى الأبدان إدراكا تحس به النعيم والعذاب، كما خلق فى الجبل لما تجلّى له رؤية، حتى رأى ربه، ثم دكّه بعد الرؤية، وجعله قطعا، علامة لموسى فى أنه لا يراه فى الدنيا.
قلت أنا: ولأنه لما لم يستحل نطق الذراع المشوية لم يستحل عذاب الجسد البالى، وإيصال الألم إليه بقدرة الله تعالى.
أنبأنا القاضى عبيد الله بن أبى أحمد قال أخبرنى بكران بن أحمد الخصيب قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل - وهو يحدث أبا بكر عبد الله بن يوسف أخا القاضى أبى عمر بزبالة، وقد بتنا بها ليلة فى طريق مكة - قال: سمعت أبى يقول:
لما قدمت صنعاء اليمن - أنا ويحيى بن معين - فى وقت صلاة العصر، فسألنا عن منزل