وبإسناده قال أحمد بن محمد الكندى: رأيت أحمد بن حنبل فى المنام، فقلت: يا أبا عبد الله، ما صنع الله بك؟ قال: غفر لى، ثم قال: يا أحمد ضربت فى؟ قال: قلت: نعم، يا رب. قال: يا أحمد، هذا وجهى، فانظر إليه، فقد أبحتك النظر إليه.
وبإسناده قال محمد بن الحسين الأنماطى: كنا فى مجلس فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة زهير بن حرب، وجماعة من كبار العلماء، فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل، ويذكرون فضائله، فقال رجل: لا تكثروا، بعض هذا القول. فقال يحيى ابن معين: وكثرة الثناء على أحمد بن حنبل تستكثر؟ لو جلسنا مجلسنا بالثناء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها.
أخبرنا المبارك أخبرنا إبراهيم وعبد العزيز قالا: أخبرنا علىّ بن مردك حدثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم قال سمعت عبد الله بن الحسين بن موسى يقول:
رأيت رجلا من أهل الحديث توفى، فرأيته فيما يرى النائم، فقلت له: بالله عليك ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لى. فقلت: بالله؟ قال: بالله إنه غفر لى فقلت: بماذا غفر الله لك؟ فقال: بمحبتى لأحمد بن حنبل. فقلت: فأنت فى راحة؟ فتبسم. وقال: أنا فى راحة وفرحة.
أخبرنا الوالد السعيد - قراءة - عن يوسف الزاهد حدثنا محمد بن شجاع المروروذى حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد القرشى حدثنا يوسف بن بختان - وكان من خيار المسلمين - قال: لما مات أحمد بن حنبل رأى رجل فى منامه كأن على كل قبر قنديلا. فقال: ما هذا؟ فقيل له: أما علمت أنه نوّر لأهل القبور قبورهم بنزول هذا الرجل بين أظهرهم؟ وقد كان فيهم من يعذب فرحم.
ولو ذهبنا نذكر فضائله والمنامات التى تطابقت بعد وفاته لطال بها الكتاب. ولم يكن قصدنا ذكر الفضائل. وإنما أردنا أن نذكر من روى