يقول: اللهم وجهت وجهى إليك، وأسلمت نفسى إليك، وألجأت ظهرى إليك. وفوضت أمرى إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك. آمنت بكتابك الذى أنزلت، ونبيك الذى أرسلت. قال: فإن مات مات على الفطرة».
وأنبأنا المبارك أخبرنا أبو الحسين المعدل أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال سمعت أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحى - بالبصرة - يقول: قدم علينا أحمد بن جنبل البصرة، ليسمع من أبى الوليد الطيالسى، سنة اثنتى عشرة إن شاء الله.
فاستشرف له أهل البصرة، فلقيه أبى، وكان بينهما صحبة قديمة. فسأله أن يضيفه. فأجابه. فأقام عندنا ثلاثة أيام، فكنت أذاكره بالليل كثيرا. فقلت له:
يا أبا عبد الله، سمعت شعبة بن الحجاج يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله، وعن الصلاة، وعن صلة الرحم، فهل أنتم منتهون؟ قال: فأطرق ساعة، ثم قال: أما نحن فلا نعرف هذا من أنفسنا. فإن كان شعبة يعرف من نفسه شيئا فهو أعلم
وأنبأنا عبد الرحمن بن منده أخبرنا محمد بن عبد العزيز الشيرازى - بها - أخبرنا أبو على الحسين بن أحمد بن محمد بن الليث الصفار الشيرازى حدثنا على بن أحمد ابن جعفر قال: حضر رجل مجلس أبى خليفة الفضل بن الحباب الجمحى، فذكر أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ﵁، فقال أبو خليفة: على أبى عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضوان الله. فهو إمامنا ومن يقتدى به، ونقول بقوله، الواعى للعلم المتقن لروايته، الصادق فى حكايته، القيم بدين الله ﷿، المستنّ بسنة رسول الله ﷺ، إمام المسلمين، والناصح لإخوانه من المؤمنين، فقال له الرجل: يا أبا خليفة، ما تقول فى قوله: القرآن كلام الله غير مخلوق؟ فقال:
صدق والله فى مقالته. وقمع كل بدعى بمعرفته. قوله الصواب. ومذهبه السداد.
هو المأمون على كل الأحوال، والمقتدى به فى جميع الفعال. فقال له الرجل: