للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منها: ما أنبأنا المبارك أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد بن العباس حدثنا جعفر الصندلى قال: أخبرنا خطاب بن بشر قال: أتينا أحمد بن حنبل فى النصف من رجب سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، أنا وأبو عثمان ابن الشافعى. فذكر له ابن الشافعى أمر مالك، وما كان يذهب إليه من ترك أحاديث رواها عن النبى . وذكر له أمر ابن أبى ذئب، وأثنى عليه. فقال: كان ابن أبى ذئب يشبه بسعيد بن المسيب فى خشونته ومذهبه - وذكر اتباعه لحديث رسول الله وقال: كان يقول فى مالك وفى تركه الحديث يرويه عن النبى وذكر له «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا» وترك مالك الأخذ به، حتى يبلغ به، يعنى القتل. وذكر كلاما لأبى جعفر. ورأيته يترحم عليه كثيرا. وقال: كان يحضر هو ومالك عند السلطان. فلا يزال يتكلم ومالك ساكت. وذكر له ابن الشافعى عن الحديث الذى يرويه مالك عن النبى وخالفه، فقال: هذا تخليط.

وسأله ابن الشافعى عن الحديث الذى يرويه مالك وابن أبى ذئب فى مذهب أهل المدينة فى إتيان النسائى فى أدبارهن. فقال: ما أدرى أى شئ هذا؟ الأخبار عن النبى وأصحابه فى خلاف هذا كثيرة. وهو الحق عندنا. قال الله ﷿ (٢٢٣:٢ ﴿فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّى شِئْتُمْ﴾) الحرث لا يكون إلا موضع الولد، أو شبّهه بهذا.

وسأله ابن الشافعى عن جلود الميتة؟ فقال: لا ينتفع منها بأهاب ولا عصب إلى هذا أذهب. ثم قال: كيف يكون الدباغ ذكاة؟ يعقل هذا العرب؟ أرأيت لحم الميتة يذكيه الدباغ؟ إنما الدباغ قرظ وما أشبهه. فقال له ابن الشافعى: ليس يعقل هذا فى اللغة، ولكن الخبر الذى روى فيه؟ فقال: دع الخبر، الخبر فيه اضطراب. كلهم لا يذكرون فيه الدباغ، إلا ابن عيينة وحده. وقد خالفه مالك وغيره. والذين ذهبوا إلى هذا الخبر ذهبوا إلى الانتفاع به غير مدبوغ. وهكذا