إلىّ بسنة رسول الله ﷺ. فلما ورد كتابه على أحمد بن محمد: بكى وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. يزعم هذا البصرى: أنه قد أنفق على العلم مالا عظيما، وهو لا يهتدى إلى سنة رسول الله ﷺ. فكتب إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذى جعل فى كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضلّ إلى الهدى، وينهونه عن الردى، يحيون بكتاب الله تعالى الموتى، وبسنة رسول الله ﷺ أهل الجهالة والردى. فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه. وكم من ضال تائه قد هدوه. فما أحسن آثارهم على الناس.
ينفون عن دين الله ﷿ تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الضالين الذين عقدوا ألوية البدع، وأطلقوا عنان الفتنة. يقولون على الله، وفى الله - تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا - وفى كتابه بغير علم. فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة. وصلّى الله على محمد
أما بعد، وفقنا الله وإياكم لما فيه طاعته، وجنبنا وإياكم ما فيه سخطه.
واستعملنا وإياكم عمل العارفين به، الخائفين منه. إنه المسئول ذلك
أوصيكم ونفسى بتقوى الله العظيم، ولزوم السنة. فقد علمتم ما حل بمن خالفها. وما جاء فيمن اتبعها. بلغنا عن النبى ﷺ أنه قال «إن الله ﷿ ليدخل العبد الجنة بالسنة يتمسك بها» فآمركم أن لا تؤثروا على القرآن شيئا. فإنه كلام الله ﷿. وما تكلم الله به فليس بمخلوق. وما أخبر به عن القرون الماضية فغير مخلوق. وما فى اللوح المحفوظ، وما فى المصاحف وتلاوة الناس وكيفما قرئ، وكيفما يوصف: فهو كلام الله غير مخلوق. فمن قال: مخلوق، فهو كافر بالله العظيم. ومن لم يكفره فهو كافر. ثم من بعد كتاب الله: سنة النبى ﷺ والحديث عنه، وعن المهديين أصحاب النبى ﷺ، والتصديق بما جاءت به الرسل، واتباع سنة النجاة. وهى التى نقلها أهل العلم كابرا عن كابر. واحذروا رأى جهم، فإنه صاحب رأى وكلام وخصومات. فقد