للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وانقطع صوته، وأنتم ركوع: اتبعتموه، فرفعتم رءوسكم، وقلتم «اللهم ربنا لك الحمد» وقوله «فتلك بتلك» فى كل رفع وخفض وهذا تمام الصلاة. فأعقلوه وأبصروه، وأحكموه.

واعلموا أن أكثر الناس اليوم ما يكون لهم صلاة لسبقهم الإمام بالركوع والسجود، والرفع والخفض. وقد جاء الحديث قال «يأتى على الناس زمان يصلون ولا يصلون» وقد تخوفت أن يكون هذا الزمان. لو صليت فى مائة مسجد ما رأيت أهل مسجد واحد يقيمون الصلاة على ما جاء عن النبى ، وعن أصحابه رحمة الله عليهم. فاتقوا الله، وانظروا فى صلاتكم وصلاة من يصلى معكم.

واعلموا أن لو أن رجلا أحسن الصلاة، فأتمها وأحكمها، ثم نظر إلى من أساء فى صلاته وضيعها، وسبق الإمام فيها فسكت عنه، ولم يعلمه فى إساءته فى صلاته ومسابقته الإمام فيها، ولم ينهه عن ذلك، ولم ينصحه: شاركه فى وزرها وعارها.

فالمحسن فى صلاته: شريك المسئ فى إساءته، إذا لم ينهه ولم ينصحه. وجاء الحديث عن بلال بن سعد أنه قال «الخطيئة إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها. وإذا ظهرت فلم تغيّر ضرت العامة (١)» لتركهم ما لزمهم، وما وجب عليهم من التغيير والإنكار على من ظهرت منه الخطيئة. وجاء عن النبى أنه قال «ويل للعالم من الجاهل، حيث لا يعلمه (٢)» فلولا أن تعليم الجاهل واجب على العالم لازم، وفريضة، وليس بتطوع: ما كان له الويل فى السكوت عنه. وفى ترك تعليمه. والله تعالى لا يؤاخذ من ترك التطوع إنما يؤاخذ من ترك الفرائض.

فتعليم الجاهل فريضة. فلذلك كان له الويل فى السكوت عنه وترك تعليمه

فاتقوا الله تعالى فى أموركم عامة، وفى صلاتكم خاصة. واتقوا الله فى تعليم


(١) أخرجه ابن حزم فى تراجم الصحابة الذين أخرج لهم بقى بن مخلد
(٢) أخرجه أبو يعلى من حديث أنس