للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخضوع، وأن يكون عليه السكينة والوقار، فما أدرك صلّى، وما فاته قضى، بذلك جاء الأثر عن النبى (١)، وأنه «كان يأمر بإثقال الخطى - يعنى قرب الخطى - إلى المسجد (٢)» ولا بأس إذا طمع أن يدرك التكبيرة الأولى: أن يسرع شيئا، ما لم يكن عجلة تقبح. جاء الحديث عن أصحاب النبى «أنهم كانوا يعجلون شيئا إذا تخوفوا فوات التكبيرة الأولى، وطمعوا فى إدراكها».

فاعلموا رحمكم الله: أن العبد إذا خرج من منزله يريد المسجد: إنما يأتى الله الجبار الواحد القهار، العزيز الغفار، وإن كان لا يغيب عن الله حيث كان، ولا يعزب عنه مثقال حبة من خردل، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، فى الأرضين السبع، ولا فى السماوات السبع، ولا فى البحار السبعة. ولا فى الجبال الصّمّ الصّلاب الشوامخ البواذخ. وإنما يأتى بيتا من بيوت الله، ويريد الله، ويتوجه إلى الله تعالى، وإلى بيت من البيوت التى (٣٦:٢٤، ٣٧ ﴿أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ، وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ، يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ، وَإِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ﴾) فإذا خرج أحدكم من منزله فليحدث لنفسه تفكرا وأدبا، غير ما كان عليه، وغير ما كان فيه من حالات الدنيا وأشغالها، وليخرج بسكينة ووقار. فإن النبى أمر بذلك. وليخرج برغبة ورهبة، وبخوف ووجل، وخضوع وتواضع لله ﷿. فإنه كلما تواضع لله ﷿، وخشع وخضع، وذل لله تعالى: كان أزكى لصلاته، وأحرى لقبولها، وأشرف للعبد، وأقرب له من الله، وإذا تكبر قصمه الله، ورد عمله. وليس يقبل من المتكبر عملا

جاء الحديث عن إبراهيم خليل الله ﷿ «أنه أحيا ليلة. فلما أصبح،


(١) رواه البخارى ومسلم وأبو داود والترمذى من حديث أبى هريرة بمعناه
(٢) رواه البخارى ومسلم وأبو داود من حديث أبى هريرة