للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قبيح، ابتدعه رجل (١) من أهل العراق فتابعه عليه يسير، فقتل عليه.

وأصحاب الرأى: وهم مبتدعة ضلال، أعداء للسّنة والأثر، يبطلون الحديث، ويردون على الرسول عليه الصلاة والسلام، ويتخذون أبا حنيفة ومن قال بقوله إماما، ويدينون بدينهم. وأى ضلالة أبين ممن قال بهذا، وترك قول الرسول وأصحابه، واتبع قول أبى حنيفة (٢) وأصحابه؟ فكفى بهذا غيّا مرديا، وطغيانا.

والولاية بدعة. والبراءة بدعة. وهم الذين يقولون: نتولى فلانا، ونتبرأ من فلان. وهذا القول بدعة فاحذروه.

فمن قال بشئ من هذه الأقاويل، أو رآها أو صوّبها، أو رضيها أو أحبها: فقد خالف السّنة، وخرج من الجماعة، وترك الأثر. وقال بالخلاف، ودخل فى البدعة، وزال عن الطريق. وما توفيقى إلا بالله.

وقد رأيت لأهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة، يسمون بها أهل السّنة، يريدون بذلك عيبهم، والطعن عليهم، والوقيعة فيهم، والإزراء بهم عند السفهاء والجهّال.

فأما المرجئة: فإنهم يسمون أهل السّنة: شكّاكا، وكذبت المرجئة، بل هم بالشك أولى، وبالتكذيب أشبه.

وأما القدرية: فإنهم يسمون أهل السنة: والإثبات، مجبرة. وكذبت القدرية، بل هم أولى بالكذب والخلاف، ألغوا قدر الله عزّ وجل عن خلقه. وقالوا: ليس له بأهل. تبارك وتعالى.

وأما الجهمية: فإنهم يسمون أهل السّنة: المشبّهة، وكذبت الجهمية أعداء الله، بل هم أولى بالتشبيه والتكذيب، افتروا على الله عزّ وجل الكذب، وقالوا الإفك والزّور، وكفروا بقولهم.


(١) المشهور: أن الذى كان يدعو إلى الشعوبية، ويتكلم فى مثالب العرب هو: أبو عبيدة معمر بن المثنى، لكنه لم يقتل، فالله أعلم.
(٢) بياض بالأصول.