وبالقدر المقدور أيقن، فإنه … دعامة عقد الدين، والدين أفيح
ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا … ولا الحوض والميزان، إنك تنصح
وقل: يخرج الله العظيم بفضله … من النار أجسادا من الفحم تطرح
على النهر فى الفردوس تحيى بمائه … كحبّة حمل السيل إذ جاء يطفح
فإن رسول الله للخلق شافع … وقل فى عذاب القبر حق موضح
ولا تكفرنّ أهل الصلاة وإن عصوا … وكلهم يعصى، وذو العرش يصفح
ولا تعتقد رأى الخوارج، إنه … مقال لمن يهواه يردى ويفضح
ولا تك مرجيا لعوبا بدينه … ألا إنما المرجى بالدين يمرح
وقل: إنما الإيمان قول ونية … وفعل، على قول النبي مصرّح
وينقص طورا بالمعاصى، وتارة … بطاعته ينمى، وفى الوزن يرجح
ودع عنك آراء الرجال وقولهم … فقول رسول الله أزكى وأشرح
ولا تك من قوم تلهّوا بدينهم … فتطعن فى أهل الحديث وتقدح
إذا ما اعتقدت الدهر، يا صاح هذه … فأنت على خير تبيت وتصبح
قال ابن بطة: قال أبو بكر بن أبى داود: هذا قولى وقول أبى، وقول أحمد ابن حنبل، وقول من أدركنا من أهل العلم، ومن لم ندرك ممن بلغنا عنه. فمن قال غير هذا فقد كذب.
مولده: سنة ثلاثين ومائتين. قال: وأول ما كتبت سنة إحدى وأربعين عن محمد بن أسلم الطوسى. وكان بطوس. وكان رجلا صالحا، وسرّ بى أبي لما كتبت عنه وقال لى: أول ما كتبت، كتبت عن رجل صالح. ورأيت جنازة إسحاق ابن راهويه. ومات إسحاق سنة ثمان وثلاثين. وكنت مع ابنه فى الكتاب.
وتوفى عبد الله بن أبى داود، وهو ابن ست وثمانين سنة وستة أشهر وأيام.
وصلّى عليه مطّلب الهاشمى، ثم أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمى. وقيل: صلي عليه ثمانين مرة، حتى أنفذ المقتدر بالله بنازوك فخلصوا جنازته. ودفنوه يوم الأحد