قال: بقى اليوم فى الدنيا ثلاثة: محمد بن يحيى الذهلى. بخراسان، وأبو مسعود باصبهان، والحسن بن علىّ الحلوانى بمكة. فأكثرهم حديثا: محمد بن يحيى.
وأحسنهم حديثا: أبو مسعود، وأرفعهم حديثا: الحسن بن علىّ الحلوانى.
وبه أخبرنا محمد بن محمد بن الحسن أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر سمعت أبا عروبة يقول: أبو مسعود الرازى: فى عداد ابن أبى شيبة فى الحفظ.
وبه أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر سمعت ابن الأصفر يقول: جالست أحمد وابن أبى شيبة وعليّا ونعيما - وذكر عدة - فما رأيت رجلا أحفظ لما ليس عنده من أبى مسعود.
نقل أبو مسعود عن إمامنا أحمد جواز عيادة المسلم للذمى. ذكره والدى فى كتاب الروايتين. قال: ونقل جعفر بن محمد عن أحمد خلاف ذلك، فقال:
لا، ولا كرامة. قال: ووجهه قوله ﵊«لا تبدءوهم بالسلام» ووجه ما نقله أبو مسعود: ما روى أنس «أن رسول الله ﷺ عاد يهوديا أو نصرانيا. فقال له: كيف أنت يا يهودى؟ أو كيف أنت يا نصرانى؟».
وروى أنس «أن رسول الله ﷺ كان إذا عاد رجلا على غير دين الإسلام لم يجلس عنده».
قال: فأما تعزية أهل الذمة فتخرج على روايتين، كالعيادة.
ونقل عن إمامنا أشياء، منها قال: قال أحمد: من دل على صاحب رأى ليفتنه، فقد أعان على هدم الإسلام.
قال أبو مسعود: وسمعت أحمد يقول: من حلق قبل أن يرمى جاهلا فلا شئ عليه. لأن الذى سأل النبى ﷺ قال «ظننت» وإن كان عالما فعليه دم.
وقال أيضا: قال أحمد: إذا كان له عيال أعطى كل واحد منهم خمسين درهما. قال: فان نفدت من عنده أعطاه أيضا.