قال أبو على: سئلت عن خفة الجنازة وثقلها؟ فقلت: إذا خفت فصاحبها شهيد، لأن الشهيد حى، والحى أخف من الميت، قال الله تعالى (١٦٩:٣ ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً * بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)﴾.
وقال أبو حفص البرمكى: سمعت شيخنا أبا بكر عبد العزيز يقول: حدثنا أبو يحيى الساجى - بالبصرة - حدثنا الربيع بن سليمان، قال: سمعت الشافعى يقول: لأن أتكلم فى العلم فأخطئ، فيقال لى: أخطأت: خير من أن أتكلم فى الكلام فأخطئ، فيقال لى: كفرت.
قال أبو حفص البرمكى: وأخبرنا على الجوهرى حدثنا محمد الأزدى قال:
حدثنا الفتح بن شخرف حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن بشار. قال: قال لى إبراهيم بن أدهم: فروا من الناس فراركم من السبع الضارى، ولا تتخلفوا عن الجمعة والجماعات.
وبإسناده: قال: قال عمر بن الخطاب ﵁«من خاف الله ﷿ لم يشف غيظه؛ ومن اتقى الله ﷿ لم يصنع ما يريد، ولولا يوم القيامة كان غير ما ترون».
(١) شأن الملائكة من علم الغيب الذى لا يقال فيه إلا بنص ثابت عن رسول الله ﷺ. والاستدلال بالآيتين من سورة القيامة ومن سورة الأنعام غير وجيه، ولا ظاهر من الآيتين. فإن اللوامة: هى التى تلوم الإنسان فى حياته لتذكره بربه، فيعود إلى صراطه المستقيم. وبعد الموت قد نص القرآن على أن لا فائدة فى اللوم، إن هو إلا الحسرة والندامة على ما فرط. والأجل المسمى: هو أجل الحياة الدنيا كلها. أما ما زعم من تقدم الجنازة وتأخرها، وثقلها وخفتها: فلم يعرف هذا فى عصر الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان، يوم كان شيطان الجهل والأوهام بعيدا عن الرءوس بما فيها من نور هداية الإيمان بالله وسننه وآياته. وحياة الشهيد: حياة برزخ ليست من جنس الحياة الدنيا. فإنه قتل. وخصه الله برزق فى الجنة عنده