نحو خمسين ألف إنسان، فقيل له: يا أبا بكر احمد الله. فهذا علم قد نشر لك.
قال: فبكى، ثم قال: ليس هذا العلم لى، إنما هذا علم أحمد بن حنبل.
وقال أبو يحيى زكريا بن الفرج البزاز: جئت يوما إلى أبى بكر المروذى، وإذا عنده عبد الله بن أحمد، فقال له أبو بكر: أحب أن تخبر أبا يحيى بما سمعت من أبيك فى داود الأصبهانى. فقال عبد الله: لما قدم داود من خراسان جاءنى فسلم على، فسلمت عليه. فقال: قد علمت شدة محبتى لكم وللشيخ. وقد بلغه عنى كلام، فأحب أن تعذرنى عنده، وتقول له: أن ليس هذا مقالتى، أو ليس كما قيل لك. فقلت له: لا يريد، فإنى قد دخلت إلى أبى فأخبرته أن داود جاء فقال: إنه لا يقول بهذه المقالة وأنكر. قال: جئنى بتلك الضبارة الكتب، فجئه بها. فأخرج منها كتابا، فقال: هذا كتاب محمد بن يحيى النيسابورى.
وفيه: أحل فى بلدنا الحال والمحل. وذكر فى كتابه أنه قال: إن القرآن محدث.
فقلت له: إنه ينكر ذلك. فقال: محمد بن يحيى أصدق منه. لا تقبل قول العدو لله، أو نحو ما قال أبو يحيى.
وقال المروذى: قلت لأبى عبد الله أحمد بن حنبل: بم نال من نال ما نال حتى ذكر به؟ فقال لى: بالصدق، ثم قال: إن الصدق موصول بالجود.
وقال المروذى: قال أبو عبد الله رحمه الله تعالى: أول شئ نزل من القرآن ﴿اقْرَأْ﴾ وآخر شئ نزل من القرآن: (المائدة).
وأنبأنا على البندار عن ابن بطة حدثنا أبو بكر بن الآجرى حدثنا المروذى قال: وسمعت أبا عبد الله - وذكر الحسن بن حىّ - فقال. لا نرضى مذهبه، وسفيان أحب إلينا. وقد كان ابن حيّ قعد عن الجمعة، وكان يرى السيف.
وقال: قد فتن الناس بسكوته وورعه. وقال: لقد ذكر رجلا فلطم فم نفسه، وقال: ما أردت أن أذكره.