ثلاثين سنة، وهو لامرأة من العرب احتاجت، فرهنته عند هؤلاء القوم على أن يأخذوا من الغلة ما أعطوها، ثم يطلقوا لها الطراز. فحكم فيه القاضى - أعمى الله قلبه، وقطع الله رزقه - لهؤلاء القوم الظالمين. وقد علمت أن هذا الشئ لهذه المرأة المسكينة. وقلت لولدى: لا يحل لى الصلاة فى هذا الموضع. فقم بنا نتحول فقام شريك، فتوجه إلى منزله، ثم وجه إلى القوم وأحضرهم، وأحضر البينة، فقال للبينة: تفقدوا الشهادات، كيف تشهدون؟ أما أنتم فقد شهدتم بما علمتم، وقد وقع إلىّ خبر الطراز. وقال للذين حكم لهم: إن استقالوني أقلتكم، وإلا كتبت إلى أمير المؤمنين بما استقر عندى، ورفعتكم مع البينة إلى الخليفة، فيحكم بما يرى - وكان المهدى - فقالوا: ما وقع إليك أيها القاضى؟ فاخبرهم بالقصة التى سأل عنها. فاستقالوه. فأقالهم. فهو لورثة المرأة إلى هذه الغاية.
وبه قال المروذى: سمعت أبا عبد الله يقول: يكره للرجل أن ينام بعد العصر يخاف على عقله.
وبه قال المروذى: سمعت أبا عبد الله يقول: كانوا قبل طلوع الشمس. فقال لهم: هكذا أنهار الجنة.
وبه قال المروذى: سمعت بعض المشيخة يقول: سمعت أبى يقول: دخل شريك إلى المهدى، قال فقال له: إن فى قلبى على عثمان شيئا. فقال شريك:
إن كان فى قلبك فانك من أهل النار، فاستوى قاعدا غضبان، وقال: لتخرجن مما قلت. قال شريك: أنا أوجدك ذلك فى القرآن. قال الله تعالى (٣٩:٤٨ ﴿كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ)﴾ قال: هو ابن عمك ﴿فَاسْتَغْلَظَ﴾ أبو بكر ﴿فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ﴾ عمر ﴿يُعْجِبُ الزُّرّاعَ﴾ عثمان ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّارَ﴾ علىّ. قال: فتجلى الغضب، أو قال: سكن عنه. وقال: قد سكن ما فى قلبى.
وقال المروذى: سمعت أبا عبد الله يقول، وقد سئل عن الحب فى الله؟ فقال: هو أن لا تحبه لطمع دنيا.