حدثنا يحيى بن أبى كثير: أن أبا قلابة حدثه: أن ثابت بن الضحاك حدثه: أن رسول الله ﷺ قال «من حلف على ملة غير ملة الإسلام كاذبا، فهو كما قال، وليس على رجل نذر فيما لا يملك».
وكان العشارى من الزهاد، صحب أبا عبد الله بن بطة، وأبا حفص البرمكى وأبا عبد الله بن حامد.
وحكى لى بعض أصحاب الحديث قال: قرئ كتاب الرؤيا للدار قطنى على أبى طالب العشارى فى جامع المنصور فى حلقته، فلما بلغ القارئ إلى حديث أم الطفيل وحديث ابن عباس قال القارئ - وذكر الحديث - فقال له ابن العشارى: اقرأ الحديث على وجهه، فلهذين الحديثين رجال مثل هذه السوارى
وحكى أبو الحسين بن الطيورى قال: قال لى بعض أهل البادية: إذا قحطتنا استسقينا بابن العشارى فنسقى
وذكر لى أيضا قال: كنا نمشى فى قراءة الحديث، فيبقى من الجزء بقية، فنحرص لنتمه، فيقول: أنا لا أقوله لكم حتى تمسوا عندى، علموا على الموضع، بلسانه ما ليس فى نفسه.
وقال لى أيضا: لما قدم عسكر طغرلبك لقى بعضهم لابن العشارى فى يوم الجمعة، فقال له: إيش معك يا شيخ؟ فقال: ما معى شئ، ونسى أن فى جيبه نفقة ثم ذكر، فنادى بذلك القائل له، وأخرج ما فى جيبه وتركه بيده، وقال: هذا معى. فهابه ذلك الشخص وعظمه ولم يأخذه
وله كرامات كثيرة.
مولده: سنة ست وستين وثلاثمائة
وموته: يوم الثلاثاء تاسع جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. ودفن فى مقبرة إمامنا أحمد بجنب أبى عبد الله بن طاهر. وكان كل واحد منهما زوج أخت الآخر