وقد كان يحضر مجلس أبى جعفر اليمانى فى منزله، ويحضره شيوخ الفقهاء والمتكلمين المتباينين فى الأصول والفروع. فتحضر صلاة الظهر والعصر، فيتأخر الكل ويأتون بصلاته
فلنذكر الآن تبيين منهج السلف، وما أمروا بأدائه إلى الخلف. وهو الذى درج عليه الوالد السعيد - قدس الله روحه وأرواحهم - لبعضهم بمعونة الله، وتجتنب ما ذم أهل البدع بسببه، راجين بذكره جزيل الثواب، متوقين الخروج عن الصواب، بعد تعريفك ما عسى أن تلفاه من ذوى الخلاف والعناد، من الأذى إذا تحققوا معرفتك، لما هم عليه من الفساد. والمحق مأمور بالصبر لينال به جزيل الأجر.
وقدمناه أولا فى نكتتين، من أتقنهما ولزمها أدرك سعادة الدارين. وما نذكره بعدهما إنما نريد به شرحهما
إحداهما: ترك ما تراه، لما أمرت به، مع تبيين الأمر المتمسك بموجبه والثانية: قلة الاكتراث بكثر المبطلين وتهجينهم ما درج عليه الوالد السعيد والسلف الصالح الرشيد، مع سخاء النفس عما قالوه من قبول عند أمثالهم، ووصول إلى بعض آمالهم
فإذا ألزمت نفسك الأخذ بهاتين النكتتين: عوّضت عما تركت سكونا إلى ما عرفت، والثقة بنيل ما به وعدت، وهابك مخالفك، وإن كنت وحيدا، وكنت عند الله ﷾، ثم عند صالحى عبيده حميدا
فلنذكر الآن البيان عن اعتقاد الوالد السعيد، ومن قبله من السلف الحميد، فى أخبار الصفات
فاعلم - زادنا الله وإياك علما ينفعنا الله به، وجعلنا ممن آثر الآيات الصريحة، والأحاديث الصحيحة على آراء المتكلمين، وأهواء المتكلفين: -
أن الذى درج عليه صالحو السلف، وانتهجه بعدهم خيار الخلف: هو التمسك