للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتصدّى له ويأباها. ثم وزع فيها فيأها، وودعها كما صحبها. فأرونى ما تربئون. فأى يومي أبي تنقمون؟ أيوم إقامته، إذ عدل فيكم؟ أو يوم ظعنه، وقد نظر لكم؟ وأستغفر الله لى ولكم».

وقد روى عن إسحاق بن راهويه أنه قال «سألنى أحمد بن حنبل عن حديث الفضل بن موسى - حديث ابن عباس رضى الله عنهما: أن النبى صلّى الله عليه وسلم «كان يلحظ فى صلاته، ولا يلوى عنقه خلف ظهره» - قال: فحدثته.

فقال رجل: يا أبا يعقوب، رواه وكيع بخلاف هذا. فقال له أحمد بن حنبل:

اسكت، إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتمسك به.

قلت أنا: فهذا إسحاق بن راهويه يمدح نفسه، وهذا أحمد قد جعله أمير المؤمنين، يعنى فى الحديث

فأولى لنا أن نذكر والدنا، ونذكر طرفا من فضائله ومناقبه، وعلومه وورعه. فهذه خاصة فى مدح الإنسان نفسه إذا احتاج إلى ذلك

ولولا أن الذين قد جمعوا التواريخ حملتهم عصبيتهم وأهواؤهم على ترك فضائله ونشر مناقبه: لما ذكرنا ما ذكرناه. فلما رأينا الذين قد رأوه وحفظوا ما سمعوه من فضائله من الشيوخ، وشاهدوا بعض ذلك ينقرضون، والمؤرخون الذين أرخوا قصروا فى نشر فضائله، لأجل من يهوى هواهم من المخالفين: آثرنا ذكر بعض ما انتهى إلينا من فضائله. فليعذرنا من وقف عليه، ولا ينسبنا من الذين يتشبعون بما لم يعطوا. وليسأل من يثق به من أهل الثقة والمعرفة والخبرة بالقاضى الإمام رضى الله عنه، ولا يلتفت إلى قول مخالف ومباين بالبدعة. فيعلم أن الذى سطرناه ما استعرنا منه ذلك. إذ كان فيه أضعاف ما ذكر من الفضل والعلم والزهد

فنسأل الله أن يحيينا على الإسلام والسنة، وأن يميتنا عليهما، ولا يجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا بمنه وكرمه. إنه سميع الدعاء