للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إذا سيد منا مضى، قام سيد … قئول بما قال الكرام فعول

ثم أذن له بالمضى إلى منزله بعد بيعته.

وانتهى إليه فى وقته الرحلة بطلب مذهب إمامنا أحمد.

وتوفى يوم الخميس النصف من صفر سنة سبعين وأربعمائة، وأخرجت جنازته فى غداة يوم الجمعة، وحضرت الجنازة. وكان يوما مشهودا لكثرة الخلق، وعظم الحزن والبكاء. وكان جمعا لم أر مثله لجنازة بعد جنازة الوالد السعيد.

وتقدم للصلاة عليه أخوه أبو الفضل بجامع المدينة. وحفر له بجنب قبر إمامنا أحمد. فدفن فيه. وأخذ الناس من تراب قبره الكثير تبركا به.

ولزم الناس قبره ليلا ونهارا مدة طويلة، ويقرءون ختمات ويكثرون الدعاء (١) ولقد بلغنى أنه ختم على قبره فى مدة شهور ألوف ختمات.

وكثرت المنامات من الصالحين بالرؤى الصالحة له.

فمن جملة مارئى له فى المنام بعد وفاته: أن الرائى له حكى: أنه قال له:

ما فعل الله بك؟ فقال: لما وضعت فى قبرى، رأيت قبة من درة بيضاء، لها ثلاثة أبواب، وقائل يقول: هذه لك، ادخل من أى أبوابها شئت.

ورآه إنسان آخر فى المنام، فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال: التقيت بأحمد بن حنبل، فقال لى: يا أبا جعفر، لقد جاهدت فى الله حق جهاده. وقد أعطاك الله تعالى الرضا.

ورآه أبو بكر المعروف بابن القيمة فى المنام، فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال له:

مات الناس. وكنت آخرهم، أو كما قال.


(١) ليس شئ من ذلك من هدى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولا أصحابه. وعجيب أن يذكر أنهم كانوا يحاربون البدعة، فما هى هذه البدع إذا لم تكن هذه يدع قد أفضت إلى التبرك بالقبور وتعظيمها، وعبادة الموتى من دون الله؟