دخل بغداد سنة نيف وثلاثين. وصحب الوالد السعيد. وقرأ عليه الفقه، وبرع فيه. ودرس فى حياة الوالد السعيد، وبعد وفاته بالجانب الشرقى بباب الأزج.
وصنف كتبا فى الأصول والفروع. وكان له غلمان كثيرون.
وكان مبارك التعليم. لم يدرس عليه أحد إلا أفلح وصار فقيها
وكانت حلقته بجامع القصر
وشهد فى اليوم الذى شهد فيه شيخنا الشريف أبو جعفر، زكاهما الوالد السعيد عند قاضى القضاة أبى عبد الله الدامغانى
وولى القضاء بباب الأزج من قبل الوالد السعيد فى محرم سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
ورفع يده عن القضاء والشهادة فى يوم الثلاثاء مستهل ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
ثم عاد إلى القضاء والشهادة فى سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
وكان ذا معرفة ثاقبة بأحكام القضاء، وإنفاذ السجلات. وشهد على إنفاذه فى داره جماعة من الشهود فى قضية تتعلق بالوكلاء، أجلهم الله تعالى، وفى قضية تتعلق ببيت ابن زريق، تعرف بقرية ابن إسحاق. ثم سجل بها
وكان متشددا فى السنة، متعففا فى القضاء
وسمع الحديث من جماعة بعكبرا، وببلدنا، مهم: الوالد السعيد
وتفقه عليه أخى أبو حازم. حفظه الله. وعنه علق الفقه. وقد بارك الله له فى صحبته إياه
ومات وهو على القضاء بباب الأزج فى شوال من سنة ست وثمانين وأربعمائة وكان عمره سبعا وسبعين سنة. وصلّى عليه أكبر أولاده بجامع القصر.
وحضر جنازته خلق كثير من أرباب الدين والدنيا، وأصحاب المناصب.