وقال أحمد بن نصر: رأيت مصابا بالصّرع قد وقع. فقرأت فى أذنه، فكلمتنى الجنية من جوفه. فقالت: يا أبا عبد الله، دعنى أخنقه. فانه يقول: القرآن مخلوق
وذكره يحيى بن معين فترحم عليه. وقال: قد ختم له بالشهادة. وقتل فى خلافة الواثق لامتناعه عن القول بخلق القرآن، سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وكان قد أخذه الواثق، فقال له: ما تقول فى القرآن؟ فقال: كلام الله. قال:
أفترى ربك يوم القيامة؟ قال: كذا جاءت الرواية به. فدعا الواثق بالصمصامة، وقال: إذا قمت إليه فلا يقومن أحد معى، فانى أحتسب خطاى إلى هذا الكافر الذى يعبد ربا لا نعبده، ولا نعرفه بالصفة التى وصفه بها. ثم أمر بالنّطع فأجلس عليه، وهو مقيد. وأمر بشد رأسه بحبل، وأمرهم أن يمدوه، ومشى إليه حتى ضرب عنقه. وأمر بحمل رأسه إلى بغداد، فنصب فى الجانب الشرقى أياما. وفى الجانب الغربى أياما.
قال جعفر بن محمد الصائغ: بصر عينىّ وإلا فعميتا، وسمع أذنى وإلا فصمتا (١) أحمد بن نصر الخزاعى حيث ضربت عنقه يقول رأسه: لا الله الا الله
وقال المروذى: سمعت أبا عبد الله - وذكر أحمد بن نصر - فقال:﵀، ما كان أسخاه، لقد جاد بنفسه
وقال ابراهيم بن إسماعيل بن خلف: كان أحمد بن نصر خلّى. فلما قتل فى المحنة وصلب رأسه أخبرت أن الراس يقرأ القرآن. فمضيت فبت بقرب الرأس مشرفا عليها. وكان عنده رجالة وفرسان يحفظونه. فلما هدأت العيون سمعت الرأس يقول ﴿الم أَحَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ؟﴾ فاقشعر جلدى. ثم رأيته بعد ذلك فى المنام، وعليه السندس والإستبرق، وعلى رأسه تاج. فقلت له: ما فعل الله بك يا أخى؟ قال: غفر لى وأدخلنى الجنة.
وقال أحمد بن كامل القاضى: حمل أحمد بن نصر بن مالك الخزاعى من بغداد