يعجز الإنسان عن إدراك عظمتها، تدق الأجراس لتنبه كافة أعضاء الجسم على دخول عدو لها، وما هذه الأجراس إلا الآلام التي يحس بها الإنسان، لتسرع فرقة حرس الحدود، وتضرب حصارًا شديدًا على عدوها المغير، فإما هزمته وطردته، وإما ماتت فتتقدم فرقة أخرى من الصف الثاني، فالثالث، وهكذا .. وهذه الفرق هي كرات الدم التي يبلغ عددها ثلاثين ألف بليون كرة بين بيضاء وحمراء، فإذا رأيت بثرة حمراء وفيها صديد على الجلد، فاعلم أن صديدها هو فرق ماتت في سبيل واجبها وأن الاحمرار هو كرات دم في صراع مع عدو غادر.
ومن أهم وظائف الجلد
حفظ الجسم عند درجة ثابتة من الحرارة، إذ أن أعصاب الأوعية الدموية، في الجلد تنشطها عندما يشتد حر الجو، كي تشع منه الحرارة، وتفرز غدد العرق ما يزيد على لتر من الماء فتنخفض درجة حرارة الجو الملاصقة للجلد .. أما إذا اشتد برد الجو انقبضت الأوعية الدموية فتحتفظ بحرارتها ويقل العرق .. هذا الجهاز العجيب أعد بعناية وتقدير ليكيف حرارة الجسم فيجعلها على درجة ٣٧ درجة مئوية دومًا في خط الاستواء أو في القطبين.
وجلد الإنسان شيء خاص به، فلا يشبه جلد إنسان إنسانًا أبدًا كما أن الجلد نفسه يتجدد، فجلدك الحالي ليس هو جلد العام الماضي، فإن تجديدات الجلد مستمرة بنمو الخلايا التي في الطبقات التي تكون الجلد، فكل ٢٠ طبقة من الجلد تكون سطح الجلد.
الإبصار
مركز حاسة الإبصار العين التي تحتوي على ١٣٠ مليونًا من مستقبلات الضوء وهي أطراف أعصاب الإبصار، ويقوم بحمايتها الجفن ذو الأهداب وتعتبر حركته لا إرادية، أما السائل المحيط بالعين والذي يعرف باسم الدموع، فهو أقوى مطهر كما أنه يجعل حركة العين من الصلبة والقرنية والمشيمية والشبكية، تتم في سهولة وشمر وذلك بخلاف العدد الهائل من الأعصاب والأوعية، ويكفي أن نعلم أن معجزة الإبصار هي أن صورة الشيء المنظور تطبع معكوسة على الشبكية، وينقل العصب البصري هذه الصورة المعكوسة الشكل إلى المخ، فيعيدها المخ إلى العين، وقد عكسها مرة أخرى أي عدلها، فيراها الناظر