قال شمس بدران: هي النسوان بتوعكم أحسن من كل النسوان؟
قال الشيخ عبد المقصود: نعم.
قال شمس بدران: وما الفرق؟
قال الشيخ عبد المقصود: لأن نسوانا حاجة ثانية!
فثار شمس بدران وأمر العسكري أن ينتف ذقن الشيخ بالكماشة!! وبعد هذا خلعوا ملابس الشيخ وأمروه أن يغطس في باكبورت المياه القذرة!! وكلما حاول الامتناع أشبعوه ضربًا حتى كرر عملية الغطس أكثر من مرة، وبعد ذلك نظر الشيخ إلى شمس بدران -عتل السجن الحربي- وقال له: وآدي غطسة كمان عشان خاطرك يا سعادة البيه.
وبعد ذلك أخرجوه من الباكبورت وألقوه على الأرض وسلطوا عليه الكلاب المتوحشة .. يقول الشيخ عبد المقصود: إن الكلاب لم تقرب منه لشدة قذارته وفظاعة رائحته، وتذكر الشيخ عبد المقصود المثل الذي يقول عند عامة الناس (دا تقرف منه الكلاب)!! (١).
رد بكل قوة
المجاهد عز الدين القسام، قام بتوعية الجيل والأمة بمخاطر هجرة اليهود إلى فلسطين، وقام بتأليف القلوب، ونشر المحبة، وإزالة الخصومات، ونبذ الأحقاد، وتعميق الوازع الديني، وكان على يقين بالنصر أو الشهادة في سبيل الله، وأرسل إليه حاكم حيفا يقول له: يا شيخ، إنك متحرك، وذو نشاط مناويء لنا، فرد عليه الشيخ بكل يقين وقد أخرج المصحف من جيبه:"هذا الكتاب العظيم يأمرنا بالجهاد ولا نخالفه".
واستجابت جموع الشباب لصحبة الشيخ الجليل، وابتدأت المنطقة تشهد أعمالاً بطولية عظيمة، وهوجمت معسكرات البريطانيين، وحاصرت قوات الاحتلال عرين البطل يوم ٢٧ من نوفمبر عام ١٩٣٥ م، وانتهت المعركة باستشهاده وهو فرح مسرور على يقين