للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رده عنها رجع كلاهما ذليلاً (١).

احرص على تقديم النصيحة لإخوانك سرًا وبرفق.

نصح واثلة

كان واثلة بن الأسقع واقفًا في سوق، فباع رجل ناقة له بثلاثمائة درهم، فغفل واثلة، وقد ذهب الرجل بالناقة فسعى وراءه وجعل يصيح به: يا هذا اشتريتها للحم أو للظهر؟ فقال: بل للظهر، فقال واثلة: إن بخفها نقبًا -يعني جرحًا- قد رأيته، وإنها لا تتابع السير، فعاد الرجل فردها، فنقصها البائع مائة درهم، وقال لواثلة: أفسدت عليَّ بيعي رحمك الله، فقال واثلة: إنا بايعنا رسول الله على النصح لكل مسلم (٢).

وقالت أم الدرداء رضي الله عنها: من وعظ أخاه سرًا فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه.

وقال سفيان: قلت لمسعر بن كدام: تحب أن يخبرك رجل بعيوبك؟

قال: أما أن يجيء إنسان فيوبخني بها فلا، وإما أن يجيء ناصحًا فنعم.

ويقول أحد السلف: أخوك من عرفك العيوب، وصديقك من حذرك من الذنوب.

١٥ - قبول الدعوة

زار الإمام الشهيد البنا إحدى قرى الصعيد، وأقام الإخوان احتفالاً كبيرًا في هذا اليوم، وبعد انتهاء الحفل ألح أحد الفلاحين على الإمام الشهيد أن يزوره في بيته، وكان عدد الإخوان كثيرًا، وكان هناك مواعيد ولقاءات، فقبل الإمام الشهيد أمام الإصرار الشديد على الزيارة، بشرط أن يكون وحده، وألا تتجاوز الزيارة فنجان شاي، وتوجها إلى البيت، وكانت الفرحة، وطلب الرجل من زوجته إعداد فنجان شاي بسرعة، وسُر الرجل، وجعل الإمام الشهيد يشرب الشاي، وكلما أخذ رشفة تبسم وآنس الرجل، ثم


(١) صور من حياة التابعين ١١٩ - ١٢٠.
(٢) الإمام أبو حنيفة: ٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>