للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وللترمذي عن ابن عمر مرفوعًا: "إن الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل" (١).


= الديلمي عن الحارث بن أبي الزبير النوفلي عن عباية بن عمر المخزومي -أو قال: عبادة- عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به.
وسهيل وعباية لم أقف لهما على ترجمة، والحارث بن أبي الزبير النوفلي المدني ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وذكر روايته عن عباية، وقال: "حدثنا عنه الحسن بن عرفة وأبو زرعة، سألت أبي عنه فقال: هو شيخ بقي حتى أدركه أبو زرعة وأصحابنا وكتبوا عنه"، وأبو زرعة من المتشددين في الرواية عن الشيوخ، فمن روى عنه لا يسقط عن الاعتبار إلا رجلًا معلوم الحال.
ونقل الذهبي وابن قطلوبغا عن الأزدي أنه قال: "ذهب حديثه"، وأورد له حديثًا، وانتقدوه بأن العهدة فيها على شيخه، إذ هو متهم واه. فمثله صالح للاعتبار، إلا أن من دونه ومن فوقه لم يعرفا بعد. والله أعلم.
وانظر لترجمته: "الجرح والتعديل" (٣/ ٧٥)، رقم (٣٤٦)، "ميزان الاعتدال" (١/ ٤٣٣)، رقم (١٦١٦)، "الثقات" لابن قطلوبغا (٣/ ٢٤٢)، رقم (٢٤٨٩)، "لسان الميزان" (٢/ ٥١٣)، رقم (٢٠٢٩).
(١) أخرجه الترمذي (ح ٣٥٤٨)، والحاكم (١/ ٤٩٢) -وصحح إسناده- والبيهقي في "القضاء والقدر" (٢٤٧)، والكلاباذي في "بحر الفوائد" (ح ٢٠)، والشجري في "الأمالي" (١/ ٢٠٣) من طرق؛ عن يزيد بن هارون، عن عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي القرشي، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا في حديث.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو المكي المليكي، وهو ضعيف في الحديث قد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه".
والمليكي واه، منكر الحديث، كما تقدم آنفًا عند تخريج حديث معاذ أول الحديث، وقد اضطرب في متنه وإسناده على أوجه، كما أشار إليه الترمذي بقوله: وقد روى إسرائيل هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي قال: "ما سُئِل اللهُ شيئًا أحب إليه من العافية"، فأسنده بالرقم (٣٥٤٩) عنه. وهكذا أشار البيهقي إلى اضطرابه في الإسناد، مع ضعفه في الرواية.
فالحديث بهذا الإسناد -من رواية ابن عمر - منكر جدًّا، لتفرد راو منكر الحديث به واضطرابه فيه، وحسنه الألباني في أحكامه على "السنن" بشواهده. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>