للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأحسنُ مما تقدَّمَ؛ ما لأحمدَ (١) مِنْ حديثِ شُرَيحٍ -يعني ابن عبيد- قال: ذُكِر أهلُ الشام عند عليٍّ -وهو بالعراق-، فقالوا: إلْعَنهم يا أميرَ المؤمنين، قال: لا، إني سمعتُ رسولَ الله يقول: "البُدَلاءُ يكونون بالشَّام، وهم أربعون رجلًا، كلما مات رجلٌ أبدلَ الله مكانه رجلًا، يُسقى بهم الغيث، ويُنتَصرُ بهم على الأعداء، ويُصرَفُ عن أهلِ الشام بهم العذاب".

ورجالُه مِنْ رواةِ الصحيح، إلا شُرَيحًا وهو ثقةٌ، وقد سمعَ مِمَّن هو أقدمُ مِنْ عليٍّ (٢)، ومع ذلك فقال الضياء المقدسي: إنَّ روايةَ صفوانَ


(١) "مسند أحمد" (٢/ ٢٣١ رقم ٨٩٦) من طريق شُرَيح بن عُبَيد به.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ٢٨٩) وقال: هذا منقطع بين شريح وعلي؛ فإنه لم يلقَه. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٨/ ٦٥ رقم ١٢٠) من طريق عمرو بن واقد، عن يزيد بن أبي مالك، عن شهر بن حَوْشب قال: لما فُتِحَتْ مِصر سبُّوا أهل الشام فأخرج عَوف بن مالك رأسَه من ترسٍ ثم قال: يا أهل مصر أنا عوف بن مالك، لا تسبُّوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله يقول: "فيهم الأبدال وبهم تُنصرون وبهم تُرزقون".
وعمرو بن واقد، قال عنه البخاري: منكر الحديث. وقال أبو مسهر: ليس بشيء. "التاريخ الكبير" (٦/ ٣٨٠ رقم ٢٦٩٩).
وشَهْر بن حَوْشَب الأشعري الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السَّكَن؛ وثقه ابن معين والفسوي ويعقوب بن شيبة، وقال أحمد وأبو زرعة: لا بأس به. وقال النسائي وأبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي. وطعن فيه شعبة. وضعفه البيهقي، وقال الساجي: فيه ضعف وليس بالحافظ. وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات المعضلات، وعن الأثبات المقلوبات. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه فيه من الإنكار ما فيه، وشهر ليس بالقوي في الحديث، وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به. وقال ابن حجر: صدوق كثير الإرسال والأوهام. اهـ. انظر: "الجرح والتعديل" (٤/ ٣٨٢ رقم ١٦٦٨)، "الكامل" (٤/ ٣٩)، "تهذيب التهذيب" (٢/ ١٨٢ - ١٨٣)، "التقريب" (٢٨٣٠).
(٢) ولكنه لم يلقَ علي ، كما قال ابن عساكر فيما سبق. وقد تُكُلِّم في سماعه من سائر الصحابة رضوان الله عليهم؛ فقد سُئِلَ محمد بن عَوف: هل سمع شُرَيحُ بن عُبيد من أبي الدرداء؟ فقال: لا. قيل له: فسمع من أحدٍ من أصحاب النبي ؟ قال: ما أظنُّ ذلك، وذلك أنه لا يقول في شيءٍ من ذلك سمعتُ، وهو ثقة. "تهذيب الكمال" (١٢/ ٤٤٧).
وقال الذهبي: قد أرسل عن خلق. "الكاشف" (١/ ٤٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>