وأبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري: متهم بالوضع للصوفية، كما تقدم. وقد خولف السلمي وشيخه العكبري في هذا الإسناد، فرواه الخليلي في "مشيخته" -كما في "تاريخ قزوين" (٤/ ٥٧) - عن أبي القاسم لاحق بن القاسم العُمَّاني، عن أبي محمد عبيد الله بن سليمان البغدادي، ثنا محمد بن السري [عنده: محمد بن أبي السري]، ثنا علي بن عبد الله القراطيسي، ثنا يحيى بن أكثم القاضي، عن المأمون: حدثني أبي، عن جدي، عن جرير بن عبد الله البجلي ﵁ مرفوعًا به. وهذا فيه يحيى بن أكثم القاضي، والمأمون، وأبوه، وجده غير معتمدين في الرواية، وهو معضل بين المهدي وجرير بن عبد الله البجلي ﵁. وعبيد الله بن سليمان البغدادي: لم أقف فيه على جرح أو تعديل، ولاحق بن القاسم العماني لم أقف له على ترجمة، وكذا محمد بن أبي السري، وليس محمدَ بنَ المتوكل العسقلاني، ذاك متقدم، ولعل الصواب فيه محمد بن السري وهو القسطلاني المتقدم. والله أعلم. وهؤلاء الثلاثة توبعوا عليه عن يحيى بن أكثم من حديث جرير ﵁ من وجه آخر واه أيضًا، ولكنه يختلف عن هذا في إسناده إلى جرير ﵁، كما سيأتي عند المؤلف. (١) وجوه الضعف فيه: هي جهالة حال الخلفاء المذكورين في الإسناد، وضعف يحيى بن أكثم القاضي ورواة يتهمون وواهين ومجهولين في الإسناد إليه في جميع طرق الرواية، مما تقدم أو سيأتي. وأما الانقطاع: فهو في رواية أبي عبد الرحمن السلمي المذكورة، وهو ما بين أبي جعفر المنصور وعقبة ﵁، وكذا فيما تقدم من رواية الخليلي في "مشيخته"، وذلك بين المهدي وجرير بن عبد الله البجلي ﵁، ومثل هذا يسمى في علوم الحديث بالمعضل، وأما رواية الخطيب وغيره فمتصلة. والله أعلم. وهذا إلى جانب الخبط والاختلاف الكثير في إسناده، كما هو بيِّنٌ من الطرق. والله أعلم. (٢) أخرجه في "تاريخ دمشق" (٣٣/ ٣١٢ - ٣١٣) من طريفي أبي عبد الرحمن السلمي والخطيب.