(١) اضطرب عمرو بن هاشم في تعيين شيخه هذا في عامة حديثه؛ فجاء باسم "محمد بن سليمان بن أبي كريمة"، وجاء باسم "سليمان بن أبي كريمة"، وهو والد محمد المذكور، وهكذا هو في جل حديثه عنه مع قلته، فهل هما شيخان له؟ أو شيخ واحد يضطرب في اسمه؟ الظاهر الثاني وأن اسمه محمد، وذلك لكونه يتابع على تلك الروايات عن محمد، دون والده سليمان. والله أعلم. وعلى كلٍّ فمحمد وأبوه كلاهما واهيان: أما محمد: فضعفه أبو حاتم، وحكم على حديث له بالبطلان ["العلل" (١٢٢٨)، و"الجرح" (٧/ ٢٦٨)، رقم (١٤٦٦)]، وقال البزار (١٠/ ١٩)، رقم (٤٠٨١): "ليس بمعروف بالنقل، وإن كان معروفًا بالنسب"، وقال العقيلي (٤/ ٧٤): "روى عن هشام بن عروة بواطيل لا أصل لها، منها ما حدثناه .. " فذكر هذا الحديث. وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ح ٥٩٥): تالف. وانظر: "تاريخ دمشق" (٥٣/ ١٤٠ - ١٤١)، رقم (٦٤٢٢)، "الميزان" (٣/ ٥٧٠)، رقم (٧٦٢٣)، "اللسان" (٧/ ١٧٢ - ١٧٣)، رقم (٦٨٦٠). تنبيه: جاء في بعض الروايات من رواية أبي صالح الكاتب عن عمرو بن هاشم؛ باسم (محمد بن أبي كريمة) منسوبًا إلى جده، فأفرد له الذهبي ترجمة مستقلة في "الميزان" (٤/ ٢٢)، رقم (٨١٠٥)، وقال: "لا يكاد يعرف، والخبر منكر"، ولم يتعقبه الحافظ في "اللسان" (٧/ ٤٦٥)، رقم (٧٣٣٧)، والحديث الذي استنكره الذهبي أخرجه ابن عساكر أول حديث في ترجمة محمد بن سليمان بن أبي كريمة. والله أعلم. وأما أبوه سليمان: فقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث"، وقال العقيلي في "الضعفاء" (٢/ ١٣٨)، رقم (٦٢٧): "يحدث بمناكير، ولا يتابع على كثير من حديثه"، وذكر له حديثًا منكرًا. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (١٠/ ٢٥٠): "سليمان ضعفه أبو حاتم، وما وثقه أحد". وقال ابن عدي (٣/ ٢٦٣) -بعد إيراد مناكير-: "حديثه ليس بالكثير، وعامة أحاديثه مناكير، ويرويه -أي: جملة حديثه- عنه عمرو بن هاشم البيروتي، وعمرو ليس به بأس، ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا، وقد تكلموا فيمن هو أمثل منه بكثير، ولم يتكلموا في سليمان هذا؛ لأنهم لم يخبروا حديثه". قلت: كلام أبي حاتم والعقيلي في سليمان نفسه، وفي كلامهما ما يميزه عن ابنه، وأما ابن عدي فإن جل ما ذكر من الأحاديث مما روي بأسانيد مستقيمة عن البيروتي عن محمد بن سليمان بن أبي كريمة الابن، فإرجاع حكم ابن عدي هذا إلى محمد =