للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وله طريق أخرى؛ رواها عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي (١)، عن


(١) هو: عثمان بن عبد الرحمن الحراني الطرائفي: صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين "تقريب التهذيب" (ص: ٣٨٥، رقم: ٤٤٩٤).
وقال ابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات (رقم: ٧٣٥): "ثقة ثقة، إلا أنه كان يروي عن الضعاف والأقوياء"، وصدقه ابن أبي عاصم، وأبو حاتم الرازي، وأبو عروبة الحراني، وابن عدي، وذكر ثلاثتهم "أنه يحدث بالمناكير عن الضعفاء والمجاهيل، كما يفعله تلميذه بقية بن الوليد أيضًا، والعهدة عليهم فيها دونهما"، ولكنه أيضًا بلي ببقية بن الوليد وتسويته لحديثه بحذف أولئك الضعفاء المتروكين والمجاهيل من الوسط، وجعلها ثقة عن ثقة، ثم بلي بقية بأصحاب مغفلين يصلون عنعناته بالسماع من الحمصيين وغيرهم، فحُمِّل الطرائفيُّ من بعض الأئمة عهدتها، كما تقدم مثال لها عن ابن عدي عند الحديث (٥٥٥)، كما أنه عند الدارقطني في "العلل" (١٢/ ٣١٧) رقم (٢٧٤٧) مثال آخر لعمل بقية هذا، فحُمِّل الطرائفيُّ تبعة أمثالها، وكذبه عليها بعض من لم يتثبت في أمره كمحمد بن عبد الله بن نمير -فيما حكاه الذهبي ومغلطاي، ولم أقف عليه مسندًا-، ونسبه ابن حبان في المجروحين (٢/ ٩٦ - ٩٧/ ٦٦٤)، إلى التدليس عن الهلكى والمتروكين، وإنما هو من عمل بقية عليه، فقال: "كان معلمًا، يروي عن أقوام ضعاف أشياء يدلسها عن الثقات، حتى إذا سمعها المستمع لم يشك في وضعها، فلما كثر ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات، وحمل عليه الناس في الجرح، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلها على حالة من الأحوال، لما غلب عليها من المناكير عن المشاهير، والموضوعات عن الثقات"، فتعقبه الذهبي في "الميزان" (٣/ ٤٥ - ٤٦/ ٥٥٣٢)، بقوله: "هو لا بأس به في نفسه، … ولم يرو ابن حبان في ترجمته شيئًا، ولو كان عنده له شيء موضوع لأسرع بإحضاره، وما علمت أن أحدًا قال في عثمان بن عبد الرحمن هذا: إنه يدلس عن الهلكى، إنما قالوا: يأتي عنهم بمناكير، والكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع، وكذا أسرف فيه محمد بن عبد الله بن نمير، فقال: "كذاب".
هذا ولإكثاره بالمناكير عن الضعفاء، والمتهمين، والمجاهيل أدرجه البخاري والعقيلي وأبو العرب التميمي في الضعفاء، وقال الساجي: "عنده مناكير"، وقال أبو أحمد الحاكم -كما في "تاريخ دمشق" (٣٨/ ٤٣٣) -: "لقب بالطرائفي لأنه كان يتتبع طرائف الحديث، يروي عن قوم ضعاف .. ، حديثه ليس بالقائم"، وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ١٨٠): "تكلموا فيه، ويروي عن قوم مجهولين"، وبالغ أبو الفتح الأزدي فقال: "متروك". وأما الإمام أحمد فقال في العلل -رواية ابنه عبد الله (٣/ ٥١) رقم (٤١٢١): "لم أسمع منه، وما أخبره"، وتصحف في تهذيب التهذيب (٧/ ١٣٥) إلى: "لا أجيزه"، ويعني تركه، وليس كذلك. =

<<  <  ج: ص:  >  >>