للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وابنه عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني: ضعفوه، وتركه جمع من الأئمة [تقدم]، وحفص بن عمر: هو البزاز الشامي، مجهول من الثامنة، كما في "التقريب" (١٤٢٥)، وهشام بن عمار تغير بأخرة، كما سبق.
وله طريق آخر: أخرجه الطبراني في "الكبير" -كما في "تخريج الكشاف" للزيلعي (٣/ ٩) - عن مطين، عن عمر بن محمد بن الحسن الأسدي، عن أبيه، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن عتبة بن عبد الله، عن يونس بن يزيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي الدرداء .
قال الزيلعي: "وهذه الطريق سالمة من الضعف والاضطراب؛ فشيخ الطبراني هو مطين إمام حافظ، وباقي رجاله محتج بهم في الصحيح، ليس فيهم من تكلم فيه غير محمد بن الحسن الأسدي المعروف بالتل، وقد احتج به البخاري، وقال أبو داود: "صالح"، وقال ابن عدي: "لم أر بحديثه بأسًا"، وضعفه ابن معين وابن حبان ويعقوب الفسوي. والله أعلم".
قلت: لكنه معل بعلتين اثنتين: إحداهما: أن مولد عطاء بن أبي رباح في عهد عثمان بن عفان ، ونشأته بمكة، وتوفي سنة (١١٥) وهو ابن (٨٨) سنة، فمولده سنة (٢٧)، ووفاة أبي الدرداء في عهد عثمان ٣٢ أو بعدها بدمشق، فليس بينهما لقي ولا إدراك.
والثانية: أني لم أقف في شيوخ يونس بن يزيد ذكرًا لعطاء بن أبي رباح، ولا له ذكر في تلاميذ عطاء، -وإن كان أدرك من هو أعلى طبقة من عطاء-، وإنما المذكور في شيوخ يونس الأيلي هو عطاء الخراساني، وقد أخرج الخطيب (١/ ٤١٤)، رقم (٣٦٨) هذا الحديث بإسناد صحيح عن علي بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن عطاء الخراساني، عن أبي الدرداء .
وهذا أولى أن يكون محفوظا، فيرجع الحديث إلى عطاء الخراساني عن أبي الدرداء ، وهو منقطع أيضًا -كما تقدم- ولكنها متابعة قوية لرواية عثمان بن عطاء الخراساني السابقة، وبه تزول بقية العلل، سوى الانقطاع بين عطاء وأبي الدرداء ، ويكون هذا أقوى طرق الحديث على الإطلاق، ولكنه لا يخلو أن يكون عطاء الخراساني سمعه من كثير بن قيس المذكور في الإسناد الأول، فالحديث به مشتهر. والله أعلم.
ولعله بهذا يرتقي إلى درجة الحسن، إلا أن في بعض متنه ما يستنكر؛ كقوله: "وموت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد، ونجم طمس، وموت قبيلة أيسر عند الله من موت عالم"، ولكنه لا يوجد في غير رواية الوليد بن مسلم عن خالد بن يزيد عن عثمان عن أبي الدرداء، وهي واهية كما تقدم، ولذا حكم الألباني في "ضعيف الترغيب" (ح ٧٣) بضعفها جدًّا. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>