وكذلك ليس هو بـ "عيسى بن يونس بن أبان الرملي الفاخوري" (ت ٢٦٤ هـ) [المترجم له في "تهذيب الكمال" (٢٣/ ٦٢)، رقم (٤٦٧٢)]، كما ذهب إليه الألباني، فإنه متأخر بكثير، ويروي عن عيسى بن يونس السبيعي بواسطة الوليد بن مسلم وغيره، فضلًا عن شيخه مالك بن مغول. والله أعلم. وللطبراني في "الكبير" (١١/ ١٩٣)، رقم (١١٤٦٩) عن ابن عباس ﵁، مرفوعًا: "كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم سود، ويوم أحد عمائم حمر". وفيه عبد القدوس بن حبيب الكلاعي؛ كذبوه، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٥٠)، رقم (١٠٩٠١)، وحكم الألباني في "الضعيفة" (٤٠٨٨) بوضعه. وللطبراني كذلك في "الكبير" (١١/ ٣٨٩)، رقم (١٢٠٨٥) عن ابن عباس ﵄ قوله: "كان سيماء الملائكة يوم بدر عمائم بيض قد أرسلوها إلى ظهورهم، ويوم حنين عمائم حمر" الحديث. قال الألباني: "وإسناده ضعيف جدًّا، مسلسل بالعلل: الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وأبو مالك الجنبي والد عمار -واسمه عمرو بن هاشم-؛ قال الحافظ ["التقريب" (٥١٢٦)]: "لين الحديث، أفرط فيه ابن حبان". وقد ضعفه إمام الأئمة البخاري جدًّا، فقال: "فيه نظر". وابنه عمار بن أبي مالك؛ شبه مجهول، لم يذكروا فيه سوى قولهم ["الميزان" (٣/ ١٦٧)، رقم (٦٠٠١)]: "ضعفه الأزدي"". وبعمار بن أبي مالك الجنبي وحده أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ١٠٩)، رقم (٩٩٨٥). وفيه أحاديث أخرى أوهى مما تقدم، لا تخلو أسانيدها من متهم ومتروك فأكثر. والله أعلم. وأمثل ما في الباب ما أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٣/ ٧٥٤)، رقم (٤١٠٦، ٤١٠٧)، وكذا ابن المنذر (١/ ٣٧٠)، رقم (٨٩٤) من طرق صحيحة عن أبي إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مضرب، عن علي ﵁ قال: "كان سيما الملائكة يوم بدر الصوف الأبيض"، وإسناده لا أعلم فيه علة سوى عنعنة أبي إسحاق السبيعي، وهو مدلس. والله أعلم. (١) في (أ، ز، م، عز): "الخمس"، ويصح لغة أيضًا، والمثبت من نسختي (زك، ق)، =