قال البزار: "لا نعلمه يروى عن النبي ﷺ إلا بهذا الإسناد"، وتعقبه ابن كثير في "التفسير" (٨/ ٢٠٦) بأنه روي عن جابر ﵁ من وجه آخر، وذكر ما تقدم من حديث علي بن أبي علي اللهبي، وله شاهد آخر سيأتي بيانه. وهذا الحديث قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ١٨٤)، رقم (٨٤٢٣): "رجاله رجال الصحيح خلا الطالب بن حبيب بن عمرو، وهو ثقة"، وأقره عليه الصالحي في "سبل الهدى" (١٢/ ١٦٥)، وحسن إسناده الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٢٠٠، ٢٠٤، ح ٥٧٣٨، ٥٧٤٠)، واقتبس سياقه المؤلف كما هو، وفيه نظر، فإن طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل بن قيس الأنصاري، ذكر له البخاري هذا الحديث، وقال: فيه نظر ["التاريخ الكبير" (٤/ ٣٦٠)، رقم (٣١٤٤)]، وعلى حكم البخاري وحديثه هذا ذكره العقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٢٣١)، رقم (٧٨٠)، وقال الذهبي: "ضعف"، وذكر له ابن عدي (٤/ ١١٩)، رقم (٩٦٤) هذا الحديث، وآخر: "يا معاذ لا تكن فتانًا" خالف في بعض سياقه، وأصله محفوظ، ثم قال: "لا أعلم له من الحديث غير ما ذكرت، وأرجو أنه لا بأس به"، وأدرجه ابن حبان في "الثقات" (٦/ ٤٩٢)، وعلى هذا الرأي قال ابن حجر (٣٠٠٧): "صدوق يهم"، وعليه حسن إسناده الألباني في "الصحيحة" (٧٤٧)، وحكم البخاري فيه هو الأقرب، وذلك جرح شديد منه -كما هو مقرر في المصطلح على ما استقرأه الذهبي-، فإن منِ يروي حديثين فقط، يخالف فيهما، وأحدهما منكر مثلَ هذا لا يعتبر به، وإن العين لأقلُّ الأسباب في واقع موتى أمة محمد ﷺ. وانظر: "تهذيب الكمال" (١٣/ ٣٥٢ - ٣٥٣)، رقم (٢٩٥٦) و"الميزان" (٢/ ٣٣٣)، رقم (٣٩٧٠). وله شاهد عن أسماء بنت عميس ﵄ مرفوعًا: "نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين". أخرجه الطبراني في "الكبير" (٢٤/ ١٥٥)، وفيه علي بن عروة الدمشقي، وهو كذاب، كما تقدم، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ١٨٤)، رقم (٨٤٢٢).