للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= بياضًا بحيال شفتيه"، وهذا الكلام من أبي حاتم الرازي فهمه ابن الجوزي، والذهبي على أنه اتهمه في ذلك الحديث، وتابعهما عليه الهيثمي في مواضع من "مجمع الزوائد" (٢/ ٨٣، رقم ١٨٣٨، (٢/ ٥٦٢، رقم ٣٦٥٨)، (٥/ ١١٧)، رقم (٨٢١٢)، والسبط ابن العجمي في "الكشف الحثيث" (١/ ٨٧)، رقم (٢٠٢)، وتعقب ذلك الحافظ في "اللسان" (٢/ ٤٩٥)، رقم (١٩٧٣) -ووافقه الألباني في "الضعيفة"- بقوله: "أراد أبو حاتم بقوله: "كذب"، أخطأ، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له هو والحاكم في الصحيح، وأما قول ابن الجوزي عن أبي حاتم أنه قال: "أخشى أن يكون كذب في الحديث"، فاختصاره مفض إلى رد حديث الرجل جميعه، وليس كذلك إن شاء الله تعالى". قلت: لم أقف على ترجمة له في "الثقات"، ولا على رواية له في صحيحه، ولا عنه في "إتحاف المهرة" للحافظ ابن حجر، وأما الحاكم فخرج له (٤/ ٤٩٩) حديثًا واحدًا توبع عليه عنده، وسكت عنه، وكذا ذكر له الضياء في "المختارة" (٩/ ٥٣) حديثًا، فقال: "أخرجناه استشهادًا"، فمثل هذا الإخراج لا يقويه في شيء، وكون أبي حاتم أراد بلفظة "الكذب" الخطأ -على لغة لأهل الحجاز- فيحتاج إلى شاهد آخر له من قول أبي حاتم، ولا يحمل كلامه على ما لم يعهد منه، وإن كان قوله غير صريح في الاتهام، والله أعلم. وانظر: "الجرح والتعديل" (٢/ ٥١٦)، رقم (٢١٣٤)، "الضعفاء" لابن الجوزي (٦٩٣)، "المغني" (١١٩٣)، "الميزان" (١/ ٤٢٤)، رقم (١٥٧٣).
وبجنادة بن مروان هذا وحده أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٤٦٤)، رقم (١٧٩١٢)، فقال: "فيه جنادة بن مروان، قال أبو حاتم: "ليس بالقوي"، وبقية رجاله ثقات"، وفيه تساهل، انتقده عليه الألباني.
٣ - عبيد بن عبد الله بن جحش: قال الألباني: "هو من شيوخ الطبراني الذين لم نجد لهم ذكرًا في كتب الرجال"، وفي "إرشاد القاصي" (٦٢٥): "مجهول، وأحاديثه كلها عن جنادة، وهو ضعيف".
ولهذه العلل ضعفه المنذري في "الترغيب"، والألباني في "الضعيفة".
وله طريق آخر: أخرجه ابن الأعرابي في "الزهد" (ص ٩٤) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (١٣/ ٤١)، رقم (٩٩٢٢)، والسلفي في "معجم السفر" (١/ ٤٣٥)، رقم (١٤٨٢) - عن محمد بن [عبيد بن] عتبة الكندي، عن محمد بن إسحاق، عن الحارث بن النعمان، عن الحارث بن سالم، قال: سمعت أنسًا .
وهذا الإسناد أوهى من الأول، وفيه ثلاث علل أيضًا:
١ - فالراوي عن أنس هو الحارث بن النعمان بن سالم الليثي المتقدم، نسب إلى جده، وهو منكر الحديث. =

<<  <  ج: ص:  >  >>