للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مرفوعًا: "إني عند الله لمكتوب خاتم النّبيّين، وإن آدم لَمُنجَدلٌ في طينته" (١).

وكذا أخرجه أحمد (٢) والدارمي (٣) في "مسنديهما"، وأبو نعيم (٤)،


= معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال عن العرباض به مرفوعًا.
فأدخل عبد الأعلى بين العرباض وسعيد ونبه على هذا البيهقي في "دلائل النبوة" (١/ ٨٣) حيث أورد رواية معاوية ثم أتبعها برواية ابن أبي مريم فقال: قصّر أبو بكر بن أبي مريم بإسناده؛ فلم يذكر فيه عبد الأعلى بن هلال …
وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" (١/ ٥٨٣) لما ترجم له -سعيد بن سويد- يروي عن العرباض وربما أدخل عبد الأعلى بن هلال.
ورواية معاوية بن صالح أصح لكن فيها ضعف؛ فمداره على سعيد وهو مختلف فيه؛ قال عنه البخاري -نقلًا عن ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (١/ ٥٨٣، ٥٨٤) -: لم يصحّ حديثه.
قال الحافظ: يعني: الذي رواه معاوية عنه مرفوعًا: "إني عبد الله وخاتم النبيين في أم الكتاب وآدم منجدل في طينته"، وخالفه ابن حبان والحاكم فصححاه. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات" (٦/ ٣٦١) وقال البزار في "مسنده" (١٠/ ١٣٦): ليس به بأس.
فالذي يظهر أن سند الحديث ليس ضعفه شديدًا فيرتقي بشواهده كما سبق. والله أعلم.
(١) معنى هذا الحديث والذي قبله "وآدم بين الروح والجسد" أي: أن الله بعد خلق جسد آدم، وقبل نفخ الروح فيه، كتب وأظهر ما سيكون من ذريته، فكتب نبوة محمد وأظهرها، كما ثبت في الصحيحين عن النبي قال: "يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث إليه ملكًا فيؤمر بأربع كلمات؛ فيقال أكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح"، فقد أخبر أنه بعد أن يخلق بدن الجنين في بطن أمه، وقبل نفخ الروح فيه، يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. فهكذا كتب خبر سيد ولد آدم، وآدم منجدل في طينته قبل أن ينفخ الروح. قاله شيخ الإسلام ابن تيمية "الفتاوى" (١٨/ ٣٦٩).
(٢) في "مسنده" (٢٨/ ٣٧٩)، (ح ١٧١٥٠) من طريق معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد عن عبد الله بن هلال السلمي عن العرباض بن سارية فذكره …
وأخرجه في موضع آخر (٢٨/ ٣٩٥)، (ح ١٧١٦٣) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن سعيد عن العرباض به.
(٣) لم أقف عليه فيه.
(٤) لم أقف عليه في كتبه المطبوعة من حديث ابن عباس وإنما أخرجه من غير حديثه.

<<  <  ج: ص:  >  >>