للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الواقدي-: "ما أرى هذا الحديث محفوظًا" (١). هذا مع نقله عنه أنه يكون عند الوفاة النبوية ابن خمس سنين (٢). ونحوه قول ابن منده (٣): "كان ابن خمس وقيل أربع". قال شيخنا (٤): "يُحتمل أن يكون أمه أخبرته بذلك فأرسله هو" انتهى.

وقد اعتمد غير واحد هذا الحديث؛ فذكروا عبد الله في الصحابة (٥).


= "السنن الكبرى" مع الجوهر (١٠/ ١٩٨)، و"الضياء في المختارة" (٩/ ٤٨٢)، (ح ٤٦٥).
ويحيى الغافقي قال عنه أحمد: لا بأس به، وهو دون حيوة في الحديث. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به .. وقال الحافظ: صدوق ربما أخطأ. "الجرح والتعديل" (٩/ ١٢٧)، "التقريب" (ص ١٠٤٩).
وبالجملة فهو أخطأ في إسناد الحديث؛ لأن جمعًا من الأئمة الثقات: كالليث وابن وهب وحاتم المدني وحيوة الذي فضله أحمد على الغافقي هؤلاء كلهم أصابوا، فروايتهم هي المحفوظة، ورواية الغافقي منكرة.
والحديث في إسناده مجهول، وهو مولى عبد الله بن عامر، وبقية رجاله ثقات لكن يشهد له حديث أبي هريرة الذي رواه أحمد في "المسند" (١٥/ ٥٢٠)، (ح ٩٨٣٦) من طريق الليث بن سعد قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب عن أبي هريرة عن رسول اللَّه أنه قال: "من قال لصبي تعال هاك، ثم لم يعطه فهي كذبة".
وأخرجه ابن وهب في "جامعه" (٢/ ٦١٠)، (ح ٥١٤) من طريق الليث به.
وفيه انقطاع؛ فإن الزهري لم يسمع من أبي هريرة، وبقية رجاله ثقات، وعليه فإن الحديث يرتقي بشاهده إلى الحسن لغيره. والله أعلم.
وقد قوّاه الحافظ العراقي بهذا الشاهد في تخريج الإحياء المسمى بـ "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار" (٢/ ٨٠٨)، (ح ٢٩٦٢).
(١) "الطبقات" (٥/ ٩) وأعله الواقدي بقوله: "فلا أحسب عبد الله بن عامر حفظ هذا الكلام عن رسول اللَّه لصغره، وقد حفظ عن أبي بكر وعمر وعثمان وروى عنهم وعن أبيه".
(٢) أو: "ست سنين" كما في "الطبقات" (٥/ ٩).
(٣) في كتابه "معرفة الصحابة" ولم أجده فيه وهو ناقص.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) كالترمذي في "تسمية أصحاب رسول اللَّه" (ص ٦٧)، وابن حبان في الصحابة كما في "الثقات" (٣/ ٢١٩) وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (٣/ ١٧٣٠)، وابن قانع (٢/ ٦٧)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (٣/ ٩٣٠)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (٣/ ١٨٣)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>