وجرحه البخاري جرحًا شديدًا فقال: منكر الحديث. وقال الحافظ: كذبوه. انظر: "التاريخ الكبير" (١/ ٤٠)، "الكامل" (٦/ ١٦٧) "سؤالات البرقاني" للدارقطني (ص ٦٢)، "ميزان الاعتدال" (٣/ ٤٧٦)، "التقريب" (ص ٨٩٣). فالحديث بهذا السند موضوع. وروي عن أبي هريرة مرفوعًا أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (١/ ١٨٧) من طريق جعفر بن ميسرة عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي ﵇ جاء يمشى حتى دخل الكعبة فقال: يا كعبة ما أطيب ريحك، ويا حجر ما أعظم حقك، ويا كعبة ما أطيب ريحك، ويا حجر ما أعظم حقك، ويا كعبة ما أطيب ريحك، ويا حجر ما أعظم حقك، والله للمسلم أعظم حقًّا منكما، والله للمسلم أعظم حقًّا منكما. قال العقيلي: لا يتابع عليه. أي: جعفر بن ميسرة. وقد قال في مطلع ترجمته بسنده عن البخاري: ضعيف الحديث؛ منكر الحديث. وقول البخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ١٨٩). وكذا قال أبو حاتم وابن عدي: منكر الحديث. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. انظر: "أجوبة البرذعي" لأبي زرعة (٢/ ٣٦٧)، "الجرح والتعديل" (٢/ ٤٩٠)، "الكامل" (٢/ ١٤٤). وأما حديث ابن عباس فروي عنه مرفوعًا وموقوفًا: فأما رواية الرفع فأخرجها البيهقي في الشعب من وجهين في موضعين: الأول: من طريق الحسين بن منصور (٥/ ٤٦٥)، (ح ٣٧٢٥)، والموضع الثاني (٩/ ٧٥)، (ح ٦٢٨٠) من طريق يحيى بن المثنى النيسابوري كلاهما عن حفص بن عبد الرحمن، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: نظر رسول الله ﷺ إلى الكعبة، فقال: "ما أعظم حرمتك"، وفي رواية: لما نظر رسول الله ﷺ إلى الكعبة، قال: "مرحبًا بك من بيت ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك، إن الله حرم منك واحدة وحرم من المؤمن ثلاثًا: دمه، وماله، وأن يظن به ظن السوء". وإسناده حسن؛ فإن رجاله ثقات عدا حفص بن عبد الرحمن البلخي الفقيه القاضي فهو صدوق كما قال النسائي وابن حجر والذهبي.