للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال (١): أراد النبي (٢) أن الرجل يجلس إلى القوم فيخوضون في الحديث، ولعل فيه ما إن نمُي كان فيه ما يكرهون فَيأْمَنُونَه على أسراراهم فيريد أن الأحاديث التي تجري بينهم كالأمانة التي لا يُحب أن يُطلع عليها (٣)، فمن أظهر أحاديث الذين أمنوه على أسرارهم فهو قتّات؛ وفي التنزيل: ﴿هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١)[القلم: ١١].

وقال : "لا يدخل الجنة قَتَّات" (٤) أي: نَمَّام.


= لكنه لم ينفرد فقد تابعه من هو مثله أو قريب منه: عيسى بن ميمون القرشي المدني متابعة تامة.
أخرجها من طريقه ابن سعد في "الطبقات" (٥/ ٣٧٠)، وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (٢/ ١٠٠).
وعيسى هذا قال عنه البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم والفلاس: متروك، وقال النسائي: ليس بثقة.
انظر: "التاريخ الكبير" (٦/ ٤٠١)، "الجرح والتعديل" (٦/ ٢٨٧)، "ميزان الاعتدال" (٣/ ٣٢٥).
وتوبع أيضًا من قبل راويين آخرين متروكين وهما:
الأول: مصادف بن زياد المدني عند الحاكم في "المستدرك" (٤/ ٢٦٩) من طريق محمد بن معاوية عنه.
ومصادف هذا قال عنه أبو حاتم: مجهول. "الجرح والتعديل" (٨/ ٤٤١).
وقال العقيلي: متروك. (١/ ١٧٠).
والثاني: تمام بن بزيع الشقري. أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (١/ ١٧٠).
وتمام هذا لا ينتفع بمتابعته أيضًا؛ قال عنه ابن معين: ليس بشيء، وقال الدارقطني متروك.
"الضعفاء" للدارقطني (ص ١٦٥)، "لسان الميزان" (٢/ ٣٧٧).
فهو ضعيف جدًّا ومثله لا يقوي ولا يتقوى.
وبهذا يتبين أن الحديث من هذا الوجه لا يصح ولا يثبت؛ لأن طرقه كلها واهية.
وقد قال العقيلي في "الضعفاء" (١/ ١٧٠): لم يحدث بهذا الحديث عن محمد بن كعب ثقة؛ رواه هشام بن زياد أبو المقدام وعيسى بن ميمون ومصادف بن زياد القرشي وكل هؤلاء متروك.
(١) أي: العسكري.
(٢) سقطت من (م).
(٣) كذا الأصل و (د) و (ز) وأما في (م): "التي تجب أن لا يطلع عليها".
(٤) متفق عليه من حديث حذيفة بن اليمان . =

<<  <  ج: ص:  >  >>