وفي سنده الفضل بن عيسى: سئل عنه ابنُ عيينةَ فقال: "لا شيء"، وقال ابن معين: "رجل سوء"، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: "منكر الحديث". "الجرح والتعديل" (٧/ ٦٤). وحفصُ بنُ عمرَ قال فيه أبو زرعة: "منكر الحديث" "الجرح" (٣/ ١٨٠)، وقال ابن حبان: "شيخٌ يروي عن هشام بنِ حسانَ والثقاتِ الأشياءَ الموضوعاتِ، لا يحلُّ الاحتجاجُ به" "المجروحين" (١/ ٣١٦). * ولبعضه أيضًا شاهدٌ آخرُ عن أبي هريرةَ: أخرجه ابنُ عديٍّ في "كامله" (٦/ ٢٦٩) بلفظ: "ثم خلقَ العقلَ، فقال الجبارُ: ما خلقتُ خلقًا أعجبَ إليَّ منك، وعزَّتي لأُكُمِلَنَّك فيمَن أحببتُ، ولأُنقِصَنَّك ممن أبغضتُ". وقال عقِبَه: "وهذا بهذا الإسنادِ باطلٌ منكرٌ"، وقال الذهبي: "صدقَ ابنُ عديِّ في أن الحديثَ باطلٌ" "الميزان" (٤/ ٦١). ولهذا الحديثُ شواهدُ أخرى لا يصحُّ منها شيءٌ البتَّةَ كما نصَّ عليه غيرُ واحدٍ من النقَّادِ، وسيأتي ذكرُ ذلك قريبًا. (١) داودُ بنُ المحبَّرِ -بمهملةٍ وموحَّدةٍ مشددةٍ مفتوحةٍ- بنُ قَحْذَم - فتح القافِ، وسكونِ المهملةِ، وفتح المعجمةِ-، الثقفيُّ البَكراويُّ، أبو سليمانَ البصريُّ نزيلُ بغداد، متروكٌ، وأكثرُ كتابِ "العقل" الذي صنَّفه موضوعاتٌ، من التاسعةِ، مات سنةَ ستٍّ ومائتين. "التقريب" (٢٠٠). (٢) قال ابنُ عديٍّ: "وعندَ داودَ كتابٌ قد صنَّفه في فضائلِ العقلِ وفيه أحاديثُ مسنَدةٌ، وكلُّ تلك الأخبارِ أو عامتُها غيرُ محفوظاتٍ". "الكامل" (٣/ ١٠١). وقال الدارقطنيُّ: "كتابُ "العقلِ" وضعَه أربعةٌ: أولُهم مَيسَرةُ بنُ عبدِ ربِّه، ثم سرقه منه داودُ بنُ المحبَّرِ فركَّبَه بأسانيدَ غيرِ أسانيدِ مَيسرةَ، وسرقَهُ عبدُ العزيزِ بنُ أبي رجاءَ فركَّبه بأسانيدَ أُخَرَ، ثم سرقَه سليمانُ بنُ عيسى السِّجزيُّ فأتى بأسانيدَ أخرَ". رواه عنه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٨/ ٣٦٠) بإسنادٍ صحيحٍ. (٣) تقدمت ترجمته في الحديث رقم (٨). (٤) أخرجه البيهقيُّ في "الشعب" (٦/ ٣٤٨). وإسناده ضعيفٌ جدًا؛ لحال صالح المري.